وفضة ، والعفو عن رجالهم . وكانت سياسة خالد أقرب إلى الإسلام من موقف أبي بكر . لكنه عاد ونفذ أمر أبي بكر ، كما يلي ! ( 39 ) بطولة خالد في مجزرة سبعة آلاف مسلم ! عادة خالد في حروبه أن لا يشارك في المعركة بنفسه إلا شكلياً ، ولهذا كتب له أبو بكر كما تقدم : « فباشرها بنفسك ولا تتكل على غيرك » . لكن خالداً لم يغير عادته ، وغابت عنه الشجاعة في معركة اليمامة التي استمرت يومين ! أما بعد انتصار المسلمين فتظهر شجاعة خالد ، كما حدث بعد معركة طليحة الأسدي في بُزَّاخَة : « فأقام على البُزَّاخَة شهراً يُصَعِّدُ عنها ويُصَوِّبُ ، ويرجع إليها في طلب أولئك . فمنهم من أحرقه ، ومنهم من قَمَّطَه ورضخه بالحجارة ، ومنهم من رمى به من رؤس الجبال » . ( الطبري : 2 / 491 ) . وبعد معركة اليمامة بقي خالد شهراً وقالوا إنه كان ينتظر شفاء وزيره ضرار بن الأزور ، أو البطل البراء بن مالك ، لكنه في هذه المدة تزوج بنت مجاعة ، ومارس هوايته بأن يقبض على العزل ويكتفهم ، ثم يضرب أعناقهم صبراً ، فرادى وجماعات ! فقد نص المؤرخون على أنه قتل نحو سبعة آلاف رجل في الشهر الذي بقيه في اليمامة بعد المعركة ! قال الطبري : 2 / 516 ، وغيره : « وقتل من بنى حنيفة في الفضاء بعقرباء سبعة آلاف ، وفى حديقة الموت سبعة آلاف ، وفى الطلب نحوٌ منها » ولم تذكر الروايات أن خالداً ذهب إلى قرى بني حنيفة المتناثرة ، إلا ما ذكر أنه زار مع مجاعة بعض الحصون القريبة من مكان المعركة في جبيلة ، فأطل