فأتاهم مجَّاعة فقال : أما الآن فاقبلوا . . . فخرج مجاعة سابع سبعة حتى أتى خالداً فقال : بعد شر ما رضوا . أكتب كتابك ، فكتب : هذا ما قاضى عليه خالد بن الوليد مجاعة بن مرارة وسلمة بن عمير وفلاناً وفلاناً ، قاضاهم على الصُّفَّراء والبيضاء ونصف السبي والحلقة والكراع وحائط من كل قرية ومزرعة ، على أن يسلموا . ثم أنتم آمنون بأمان الله ، ولكم ذمة خالد بن الوليد وذمة أبى بكر خليفة رسول الله ، وذمم المسلمين على الوفاء . وقد بعث أبو بكر بكتاب إلى خالد مع سلمة بن سلامة بن وقش يأمره إن أظفره الله عز وجل أن يقتل من جرت عليه من المواسي من بنى حنيفة ( أي من بلغ الحلم ) فقدم فوجده قد صالحهم ، فوفى لهم ، وتم على ما كان منه . وحشرت بنو حنيفة إلى البيعة والبراءة مما كانوا عليه إلى خالد ، وخالد في عسكره » . وقال اليعقوبي : 2 / 130 : « وأتى مجاعة الحنفي إلى خالد ، فأوهمه أن في الحصن قوماً بعدُ ، وقال : ما أتاك إلا سرعان الناس ، ودعاه إلى الصلح ، فصالحهم خالد على الصُّفَّراء والبيضاء ونصف السبي ، ثم نظروا وليس في الحصن أحد إلا النساء والصبيان ، فألبسهم السلاح ووقفهم على الحصون ، ثم أشار إلى خالد فقال : أبوْا عليَّ ، فتأخذ الربع ؟ ففعل ذلك خالد وقبل منهم . فلما فتحت الحصون لم يجد إلا النساء والصبيان ، فقال : أمكراً يا مجاعة ؟ ! قال : إنهم قومي . وأجاز لهم ، وافتتحت اليمامة » . أقول : أمر أبو بكر خالداً بقتل كل من بلغ منهم ، وأن يستحيي نساءهم سبايا لكن خالداً سبقه بالصلح على سبي ربع نسائهم ، وأخذ ما يملكون من ذهب