إليهم فأخبرهم ، فتجمعوا له ثم أتوه فاحتوشوه فقال : مالكم ؟ قالوا أنت قاتل الحطم . قال : كذبتم لست بقاتله ولكني نفلتها . قالوا : هل ينفل إلا القاتل ؟ قال : إنها لم تكن عليه إنما وجدت في رحله . قالوا : كذبت فأصابوه » . أقول : الحطم بن ضبيعة رئيس قبيلة قيس بن ثعلبة ، ورئيس المرتدين في البحرين وحولها ، وقد اعتبر ذلك الحي من قبيلته أن ثمامة هو الذي قتله فتكاثروا عليه وقتلوه ، وكان مع ثمامة بعض أبناء عمه فلم يستطيعوا أن يمنعوه فختم الله له لسيد اليمامة بالشهادة على يد المرتدين . ( 7 ) ملك اليمامة هوذة بن علي كان هوذة بن عليّ من رؤساء بني حنيفة ، لكن النفوذ الأقوى فيهم كان لثمامة . وهوذة من قرية قُرَّان في اليمامة بضم القاف وتشديد الراء ، وتقع اليوم بين ملهم وحريملة . وكان يسمى ذو التاج والملك ، لأن عامل كسرى على اليمن كان يرسل إلى كسرى قافلة فيها مال وهدايا ، فيغير عليها بنو تميم وينهبونها ، وكان هوذة يحميها ويوصلها إلى صنعاء أو إلى المدائن عاصمة كسرى . ودخل ذات مرة على كسرى فأعجب به ودعا بعقد من در فعقده على رأسه ، فسمي ذا التاج . وبعث كسرى إلى عامله في البحرين آزاد فيروز الذي تسميه العرب المكعبر ، لأنه كان يقطع الأيدي والأرجل فأمره بمعاقبة تميم ، وجاء هوذة مع رسول كسرى إلى المكعبر ، فاحتال المكعبر على بني تميم فقتل منهم