هل لكم أن يرفع الله عز وجل رؤوسكم مما كان منكم مع مسيلمة ؟ فقالوا : وما ذاك ؟ فقال : تسيرون مع العلاء بن الحضرمي إلى البحرين فتقاتلون على الحق ، فقالوا : ولمن نقاتل ؟ فقال : تقاتلون قوماً لو دعوا إلى قتالكم لقاتلوكم على الباطل . فقال له رجل من قومه : يا ثمامة ، حسبنا ما كان منا من الخروج مع مسيلمة حتى فنيت رجالنا ، وذهبت أموالنا ، وسبيت أولادنا ونساؤنا . فلا تلمنا على القعود فحسبنا ما نزل بنا من الأمر . . . فقال لهم ثمامة . . أنا والله ماض معه غير راغب بنفسي عنه ، والله يفعل في ذلك ما يجب ويرضى . . . وسار العلاء بن الحضرمي ومعه ألف رجل من المهاجرين والأنصار ومعه ثمامة بن أثال وقيس بن عاصم المنقري ، في جماعة من بني تميم وبني حنيفة ، حتى توسط أهل البحرين » . وقال الطبري ( 2 / 527 ) : « لما رجع العلاء إلى البحرين وضرب الإسلام فيها بجرانه وعز الإسلام وأهله ، وذل الشرك وأهله . . . فرجع الناس إلا من أحب المقام ، فقفلنا وقفل ثمامة بن أثال ، حتى إذا كنا على ماء لبنى قيس بن ثعلبة ، فرأوا ثمامة ورأوا خميصة الحطم عليه ، دسوا له رجلاً وقالوا سله عنها كيف صارت له ، وعن الحطم أهو قتله أو غيره ؟ فأتاه فسأله عنها فقال : نفلتها . قال أأنت قتلت الحطم قال : لا ، ولوددت أنى كنت قتلته . قال : فما بال هذه الخميصة معك ؟ قال : ألم أخبرك ! فرجع