( 5 ) لماذا أهمل أبو بكر وخالد ثمامة ؟ نتعجب من أن أبا بكر أهمل ثمامة كلياً ، مع أنه عامل النبي ( صلى الله عليه وآله ) على اليمامة وقد أمره النبي ( صلى الله عليه وآله ) قبيل وفاته بحرب مسيلمة ، وأمر عدداً من رؤساء البطون أن يمدوه ، فأمدوه وخاض مع مسيلمة معركتين انتصر فيهما ، لكن مسيلمة استعاد قوته وأخرج ثمامة من الحِجْر عاصمة اليمامة إلى قراها . فلماذا تجاوزه أبو بكر وبعث شرحبيل ، ثم عكرمة ، ثم خالداً في جيش لقتال مسيلمة ، ولم يبعث ثمامة ، ولا راسله لينضم إلى خالد أو غيره ؟ ! وقد سار خالد على سياسة أبي بكر في إهمال ثمامة مع أن ثمامة انضم بأصحابه إليه وقاتل معه ! فكان ينبغي لخالد أن يعقد الصلح بعد المعركة معه باعتباره ممثلاً لبني حنيفة . ولو قلنا بأن طرف الصلح يجب أن يكون أتباع مسيلمة ، لبقي السؤال لماذا عزل أبو بكر ثمامة عن ولاية اليمامة وهو والي النبي ( صلى الله عليه وآله ) ؟ ! قال البلاذري ( 1 / 108 ) : « وأتى خالداً كتاب أبى بكر بإنجاد العلاء بن الحضرمي ، فسار إلى البحرين ، واستخلف على اليمامة سمرة بن عمرو العنبري » . لا تفسير لذلك إلا ميل ثمامة إلى علي ( عليه السلام ) ! ويؤيده أنه بعدما شارك في معركة اليمامة ( الإصابة : 6 / 242 ) وانتصر المسلمون على مسيلمة ، التحق ثمامة بالعلاء بن الحضرمي وقاتل معه المرتدين في البحرين وحولها ، وكان رئيس المرتدين الحطمة بن ضبيعة من