< شعر > وتبصرون رؤوس الأمر مقبلة * ولا ترون وقد ولَّين أذنابا وقلَّما يفجأ المكروه صاحبه * إذا رأى لوجوه الشر أسبابا < / شعر > وقال آخر : [ طويل ] < شعر > فلا يحذرون الشرّ حتى يصيبهم * ولا يعرفون الأمر إلا تدبّرا [1] < / شعر > ويقال : « ظن العاقل كهانة » . وفي كتاب للهند : « الناس حازمان وعاجز ، فأحد الحازمين الذي إذا نزل به البلاء لم يبطر وتلقّاه بحيلته ورأيه حتى يخرج منه ، وأحزم منه العارف بالأمر إذا أقبل فيدفعه قبل وقوعه ، والعاجز في تردّد وتثنّ حائر بائر لا يأتمر رشدا ولا يطيع مرشدا » . وقال الشاعر : [ طويل ] < شعر > وإني لأرجو اللَّه حتى كأنّني * أرى بجميل الظن ما اللَّه صانع < / شعر > وقال آخر : [ وافر ] < شعر > وغرّة مرّة من فعل غرّ [2] * وغرّة مرّتين فعال موق فلا تفرح بأمر قد تدنّى * ولا تأيس من الأمر السّحيق فإن القرب يبعد بعد قرب * ويدنو البعد بالقدر المسوق ومن لم يتق الضّحضاح [3] زلَّت * به قدماه في البحر العميق < / شعر >
[1] هذا البيت لجرير ، ولقد ورد في لسان العرب ، مادة ( دبر ) هكذا : ولا تتّقون الشّر حتى يصيبكم * ولا تعرفون الأمر إلَّا تدبّرا يقال : عرف الأمر تدبّرا : أي بآخرة . [2] الغرّة : الغفلة والجمع غرر . والغرّ : الشاب الذي لا تجربة له والشابّة كذلك ؛ يقال : شاب غرّ وشابة غرّة ، والجمع أغرار . [3] الضّحضاح : الماء اليسير أو إلى الكعبين أو الكثير بلغة هذيل .