وقال الكميت [1] : [ بسيط ] < شعر > مثل التدبّر في الأمر ائتنافكه * والمرء يعجز في الإقدام لا الحيل [2] < / شعر > وقال آخر : [ طويل ] < شعر > وكنت متى تهزز لخطب تغشّه * ضرائب أمضى من رقاق المضارب [3] تجلَّلته بالرأي حتى أريته * به ملء عينيه مكان العواقب < / شعر > وقال آخر يصف عاقلا : [ طويل ] < شعر > بصير بأعقاب الأمور كأنما * يرى بصواب الرأي ما هو واقع < / شعر > وقال آخر في مثله : [ طويل ] < شعر > عليم بأعقاب الأمور برأيه * كأنّ له في اليوم عينا على الغد < / شعر > وقال آخر يصف عاقلا : [ طويل ] < شعر > بصير بأعقاب الأمور كأنّما * يخاطبه من كل أمر عواقبه < / شعر > وقال جثّامة بن قيس [4] يهجو قوما : [ بسيط ] < شعر > أنتم أناس عظام لا قلوب لكم * لا تعلمون أجاء الرّشد أم غابا ؟ < / شعر >
[1] هو الكميت بن زيد بن خنيس الأسدي ، شاعر الهاشميين ، من أهل الكوفة . كان متعصبا للمضربة على القحطانية ؛ وأشهر شعره « الهاشميات » وهي عدة قصائد في مدح الهاشميين . توفي سنة 126 ه . الأعلام ج 5 ص 233 . [2] معنى هذا البيت : قد يتساوى ائتنافك الأمر وتدبّرك له ، ولكنه إذا عجزت في الإقدام على عدوّك فإنك ، في معظم الأحيان ، تنجح إذا استعملت الحيلة والمكايدة . [3] الضرائب : ج ضريب ، وهو الرأس ، والمقصود هنا العقل . والمضارب ج مضرب ، وهو حدّ السيف . ومعنى البيت : إذا دهمتك عواقب الدهر وحدثانه ، فإنك تتخلص منها بعقل مدبّر أكثر مضاء من حدّ السيوف . [4] جثامة بن قيس بن عبد اللَّه بن الشّدّاخ بن كنانه أخو الشاعر الفارس بلعاء بن قيس . جمهرة أنساب العرب ص 181 .