حدّثني أحمد بن الخليل قال : حدّثني سعيد بن سلم الباهلي قال : أخبرني شعبة عن شرقيّ عن عكرمة في قول اللَّه عز وجل : * ( لَه مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْه ومِنْ خَلْفِه يَحْفَظُونَه مِنْ أَمْرِ الله ) * [1] قال : « الجلاوزة [2] يحفظون الأمراء » . وقال الشاعر : [ طويل ] < شعر > ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة * خليّا من اسم اللَّه والبركات < / شعر > يعني باسم اللَّه ، وفيه قول اللَّه * ( يَحْفَظُونَه مِنْ أَمْرِ الله ) * أي بأمر اللَّه . وقرأت في كتاب من كتب الهند : « شرّ المال ما لا ينفق منه وشرّ الإخوان الخاذل وشرّ السلطان من خافه البريء وشر البلاد ما ليس فيه خصب ولا أمن » . وقرأت فيه : « خير السلطان من أشبه النّسر حوله الجيف لا من أشبه الجيفة حولها النسور » وهذا معنى لطيف وأشبه الأشياء به قول بعضهم : « سلطان تخافه الرعيّة خير للرعية من سلطان يخافها » . حدّثني شيخ لنا عن أبي الأحوص عن ابن عمّ لأبي وائل عن أبي وائل قال : قال عبد اللَّه بن مسعود : « إذا كان الإمام عادلا فله الأجر وعليك الشكر ، وإذا كان جائرا فعليه الوزر وعليك الصبر » . وأخبرني أيضا عن أبي قدامة عن عليّ بن زيد قال : قال عمر بن
[1] سورة الرعد 13 ، آية 11 . ومعنى الآية : إن للإنسان ملائكة تتعقّبه قدّامه ووراءه ويحفظونه بأمر اللَّه من الجن وغيرهم . تفسير الجلالين . [2] الجلاوزة ج جلواز ، وهو الشّرطي ؛ قيل : سمّي بذلك لجلوزته بين يدي أميره ، أي لخفّته في الذهاب والمجيء . والجلواز عند الفقهاء أمين القاضي أو الذي يقال له صاحب المجلس .