< شعر > وحديث ألذّه هو ممّا * يشتهي الناعتون يوزن وزنا منطق بارع وتلحن أحيا نا وأحلى الحديث ما كان لحنا [1] < / شعر > وإن مرّ بك خبر أو شعر يتّضع عن قدر الكتاب وما بني عليه فاعلم أنّ لذلك سببين : أحدهما قلة ما جاء في ذلك المعنى مع الحاجة إليه ، والسبب الآخر أن الحسن إذا وصل بمثله نقص نوراهما ولم يتبيّن فاضل بمفضول . وإذا وصل بما هو دونه أراك نقصان أحدهما من الآخر الرجحان ، ومدار الأمر وقوامه على واحدة تحتاج إلى أن تأخذ نفسك بها وهي أن تحضر الكلمة موضعها وتصلها بسببها ولا ترى غبنا أن يتكلم الناس وأنت ممسك ، فإذا رأيت حالا تشاكل ما حضرك من القول أحضرته وفرصة تخاف فوتها انتهزتها ، وكان يقال : انتهزوا فرص القول فإن للقول ساعات يضرّ فيها الخطأ ولا ينفع فيها الصواب ، وقالوا : ربّ كلمة تقول : دعني . وإن وقفت على باب من أبواب هذا الكتاب لم تره مشبعا فلا تقض علينا بالإغفال حتى تتصفّح الكتب كلها ، فإنه ربّ معنى يكون له موضعان وثلاثة مواضع فنقسم ما جاء فيه على مواضعه ، كالتلطف في القول يقع في كتاب السلطان ويقع في كتاب الحوائج ويقع في باب البيان ، وكالإعتذار يقع في كتاب السلطان وفي كتاب الإخوان ، وكالبخل يقع في كتاب الطبائع وفي كتاب الطعام ، وكالكبر والمشيب يقع في كتاب الزهد ، ويقع في كتاب النساء . واعلم أنّا لم نزل نتلقّط هذه الأحاديث في الحداثة والإكتهال عمن هو
[1] ذكر الزّركلي هذا البيت فقط وعدّه من أبيات مالك السائرة وقال : منطق صائب وتلحن الخ . الأعلام ج 5 ص 257 . ومعنى البيت : إنها تعوص في حديثها فتزيله عن جهته كي لا يفهمه الحاضرون ، وخير الحديث ما فهمه صديقك الذي تريد إفهامه وحده ، وما خفي على غيره . وقيل : تلحن : تخطئ في الإعراب ؛ وذلك أنه يستملح من الجواري إذا كان خفيفا .