صلاته ، فقال عمر : رحمك اللَّه ، إن كنت لشريفا في الجاهلية فقيها في الإسلام . كان عبد اللَّه بن جدعان التيميّ حين كبر أخذ بنو تيم عليه ومنعوه أن يعطي شيئا من ماله ، فكان الرجل إذا أتاه يطلب منه قال : أدن منّي ، فإذا دنا منه لطمه ثم قال : إذهب فاطلب بلطمتك أو ترضى ، فترضيه بنو تيم من ماله . وفيه يقول ابن قيس [1] الرّقيّات : [ خفيف ] < شعر > والذي إن أشار نحوك لطما * تبع اللَّطم نائل وعطاء < / شعر > وابن جدعان [2] هو القائل : [ بسيط ] < شعر > إنّي وإن لم ينل مالي مدى خلقي * وهّاب ما ملكت كفّي من المال لا أحبس المال إلَّا ريث أتلفه * ولا تغيّرني حال عن الحال < / شعر > الهيثم عن حمّاد الراوية عن مشايخ طيء قالوا : كانت عتبه [3] بنت عفيف أمّ حاتم لا تليق [4] شيئا سخاء وجودا ، فمنعها إخوتها من ذلك فأبت ، وكانت موسرة فحبسوها في بيت سنة يطعمونها قوتها رجاء أن تكفّ ، ثم أخرجوها بعد سنة وظنّوا أنها قد أقصرت ودفعوا إليها صرمة [5] ، فأتتها امرأة من هوازن فسألتها فأعطتها الصّرمة وقالت : واللَّه لقد مسّني من الجوع ما آليت معه ألَّا أمنع سائلا شيئا . وقالت :
[1] سبقت ترجمته . [2] إبن جدعمان هو علب بن زيد بن عبد اللَّه بن جدعان ، القرشي التميمي الضرير . من حفاظ الحديث الأئمة . الأعلام ج 4 ص 289 . [3] ورد في الأغاني ( ج 16 ص 97 ط . بولاق ) : « عتبة » بالتاء وفي مجمع الأمثال للميداني : « غنية » . [4] لا تليق : لا تمسك . [5] الصّرمة : القطعة من الإبل واختلف في عددها من العشرة إلى الخمسين .