الأقوال . ثم عاد وروى نفس ما رواه الخطيب حول كيفية موته [1] . كذلك ذكر ابن العماد رواية من تقدمه ، وقال : توفي ابن قتيبة سنة 276 [2] ه . أما حاجي خليفة فإنه تعثّر في تحديد الوفاة فذهب إلى أنها كانت في سنة 276 ه ، ثم قال : توفي ابن قتيبة سنة 270 ه . وفي مكان آخر يقول : توفي سنة 267 ه ، ثم ذكر سنة 266 ه ، وأخيرا حدّد سنة 263 [3] ه . ولقد أشاد والمؤرخون بذكر ابن قتيبة وأطنب النقاد والكتاب في الثناء عليه فعدّوه إمام مدرسة بغداد النحوية ، التي خلطت بين مذهبي البصريين والكوفيين . ففي مقالته الثانية من كتابه « الفهرست » تحت عنوان « أسماء وأخبار جماعة من علماء النحويين واللغويين ممن خلطوا المذهبين » قال النديم : كان ابن قتيبة عالما نحويا لغويا ، صادقا فيما يرويه ، ورغم أنه كان يغلو في البصريين ، فقد خلط المذهبين وحكى في كتبه عن الكوفيين . وأضاف قائلا : كان عالما في غريب القرآن ومعانيه وفي الشعر والفقه كثير التصنيف والتأليف [4] . وتجدر الإشارة هنا أن المدرستين المتنافستين في البصرة والكوفة أخذتا منذ القرن الثالث الهجري ، تتقاربان وتندمجان إحداهما في الأخرى [5] . وقال الخطيب البغدادي : ابن قتيبة « هو صاحب التصانيف المشهورة » [6] . وذهب ابن الأنباري إلى أنه فاضل في اللغة والنحو والشعر متفنن في العلوم [7] ، وقال القفطي : ابن قتيبة نحوي لغوي عالم وصاحب التصانيف
[1] وفيات الأعيان ( ج 3 ص 43 ) . [2] شذرات الذهب ( ج 3 ص 43 ) . [3] كشف الظنون ( ج 1 ص 807 و 575 و 32 و ( ج 2 ص 1204 ) . [4] الفهرست ص 85 . [5] أنظر تاريخ الأدب العربي ( ج 2 ص 221 ) . [6] تاريخ بغداد ( ج 10 ص 170 ) . [7] نزهة الألباء ص 209 .