قال معاوية لعمرو بن العاص حين نظر معسكر عليّ عليه السلام : من طلب عظيما خاطر بعظيمته . وكان عمرو يقول : عليكم بكل أمر مزلقة مهلكة . أي عليكم بجسام الأمور . وقال كعب [1] بن زهير : [ طويل ] < شعر > وليس لمن لم يركب الهول بغية * وليس لرحل حطَّه الله حامل إذا أنت لم تقصر عن الجهل والخنا * أصبت حليما أو أصابك جاهل < / شعر > وفي كتاب للهند : ثلاثة أشياء لا تنال إلا بارتفاع همّة وعظيم خطر : عمل السلطان ، وتجارة البحر ، ومناجزة العدوّ . وفيه أيضا : لا ينبغي أن يكون الفاضل من الرجال إلا مع الملوك مكرّما أو مع النّسّاك متبتّلا ، كالفيل لا يحسن أن يرى إلا في موضعين : في البرّيّة وحشيّا أو للملوك مركبا وفيه أيضا : ذو الهمة إن حطَّ فنفسه تأبى إلا علوّا كالشّعلة من النار يصوّبها صاحبها وتأبى إلا ارتفاعا . وقال العتّابيّ [2] : [ طويل ] < شعر > تلوم على ترك الغنى باهليّة * طوى الدّهر عنها كلّ طرف وتالد [3] يسرّك أني نلت ما نال جعفر * من الملك أو ما نال يحيى بن خالد وأنّ أمير المؤمنين أغصّني * مغصّهما بالمشرقات البوارد ذريني تجئني ميتتي مطمئنّة * ولم أتقحّم هول تلك الموارد فإنّ كريمات المعالي مشوبة * بمستودعات في بطون الأساود < / شعر > وقال الطائي : [ طويل ] < شعر > وأخرى لحتني يوم لم أمنع النّوى * قيادي ولم ينقض زماعي ناقض < / شعر >
[1] كعب بن زهير بن أبي سلمى المازني شاعر عالي الطبقة ، ابن الشاعر الشهير . كانت وفاته سنة 26 ه . الأعلام ج 5 ص 226 . ولقد ورد هذان البيتان في العقد الفريد ( ج 3 ص 19 ) . [2] هو كلثوم العتّابي ، وقد مرّت ترجمته في الحاشية رقم 2 من ص 94 . وقد ذكرت أبياته هذه في العقد الفريد ( ج 3 ص 208 ) . [3] الطَّرف : الطارف والحديث . والتالد ضد الطَّرف .