ظنّ به المنصور فكتبت إليه بذلك . دخل عبد اللَّه بن الحسن الطالبيّ على المنصور وعنده إسحاق بن مسلم العقيلي وعبد الملك بن حميد الشامي الكاتب ، فتكلم عبد اللَّه بكلام أعجب إسحاق فغمّ ذلك المنصور ، فلما خرج عبد اللَّه قال : يا غلام ، ردّه . فلما رجع قال : يا أبا محمد ، إن إسحاق بن مسلم حدّثني أن رجلا هلك بدمشق وترك ناضّا [1] كثيرا وأرضا ورقيقا وزعم أنه مولاكم وأشهد على ذلك . قال : نعم يا أمير المؤمنين ، ذلك مولانا قد كنت أعرفه وأكاتبه . فقال المنصور : يا إسحاق ، أعجبك كلامه فأحببت أن تعرفه . أبو الحسين المدائني قال : لما بنى أبو العباس المدينة بالأنبار قال لعبد اللَّه بن الحسن : يا أبا محمد ، كيف ترى ؟ فتمثل عبد اللَّه فقال : [ وافر ] < شعر > ألم تر حوشبا أمسى يبنّي * قصورا نفعها لبني بقيله يؤمّل أن يعمّر عمر نوح * وأمر اللَّه يحدث كلّ ليله < / شعر > ثم انتبه فقال : أقلني أقالك اللَّه . قال : لا أقالني اللَّه إن بتّ في عسكري ، فأخرجه إلى المدينة . حنش بن المغيرة قال : جئت وأبو ذرّ آخذ بحلقة باب الكعبة وهو يقول : أنا أبو ذر الغفاري ، من لم يعرفني فأنا جندب صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ، سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول : « مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا » . حدّثنا خالد بن محمد الأزدي قال : حدّثنا شبابة بن سوّار عن يحيى بن إسماعيل بن سالم عن الشعبيّ قال : قيل لابن عمر : إن الحسين قد توجّه إلى
[1] الناضّ : المال ، وهو في الأصل الدرهم والدينار .