الخبر . فقال : ليفرخ روعك ، حرّم دنانيرهم واضرب للناس سككا ولا تعفهم مما يكرهون . فقال عبد الملك : فرّجتها عنّي فرّج اللَّه عنك . حدّثنا الرياشيّ قال : لما هدم الوليد بن عبد الملك كنيسة دمشق كتب إليه ملك الروم : إنك قد هدمت الكنيسة التي رأى أبوك تركها فإن كان حقا فقد أخطأ أبوك ، وإن كان باطلا فقد خالفته . فكتب إليه الوليد : * ( وداوُدَ وسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ ) * [1] إلى آخر القصة . حدّثنا الزيادي محمد بن زياد قال : حدّثنا عبد الوارث بن سعيد قال : حدّثنا عليّ بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال : كتب قيصر إلى معاوية : سلام عليك ، أمّا بعد ، فأنبئني بأحبّ كلمة إلى اللَّه وثانية وثالثة ورابعة وخامسة ، ومن أكرم عباده إليه وأكرم إمائه ، وعن أربعة أشياء فيهنّ الروح لم يرتكضن في رحم ، وعن قبر يسير بصاحبه ومكان في الأرض لم تصبه الشمس إلا مرة واحدة ، والمجرّة ما موضعها من السماء ، وقوس قزح وما بدء أمره ؟ . فلما قرأ كتابه قال : اللهم العنه ! ما أدري ما هذا ! . فأرسل إليّ يسألني فقلت : أمّا أحبّ كلمة إلى اللَّه فلا إله إلا اللَّه لا يقبل عملا إلا بها وهي المنجية ، والثانية سبحان اللَّه وهي صلاة الخلق ، والثالثة الحمد للَّه كلمة الشكر ، والرابعة اللَّه أكبر فواتح الصلوات والركوع والسجود ، والخامسة لا حول ولا قوّة إلا باللَّه . وأمّا أكرم عباد اللَّه إليه فآدم خلقه بيده وعلَّمه الأسماء كلَّها ، وأكرم إمائه عليه مريم التي أحصنت فرجها . والأربعة التي فيهنّ روح ولم يرتكضن في رحم فادم وحوّاء وعصا موسى والكبش . والموضع الذي لم تصبه الشمس إلا مرة واحدة فالبحر حين انفلق لموسى وبني إسرائيل . والقبر الذي سار بساحبه فبطن الحوت الذي كان فيه يونس .
[1] سورة الأنبياء 21 ، آية 78 . في الحرث : أي في الزّرع .