responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عيون الأخبار نویسنده : ابن قتيبة الدينوري    جلد : 1  صفحه : 296


قال : تذهب بكتابي إلى ملك الروم ، فإذا صرت على بساطه أذّنت . قال : ثم ماذا ؟ قال : فقط . فقال : لقد كلَّفت صغيرا وآتيت كبيرا . فكتب له وخرج ، فلما صار على بساط قيصر أذّن ، فتناجزت البطارقة واخترطوا سيوفهم فسبق إليه ملك الروم فجثا عليه وجعل يسألهم بحق عيسى وبحقهم عليه لمّا كفّوا ، ثم ذهب به حتى صعد على سريره ثم جعله بين رجليه ، ثم قال : يا معشر البطارقة ، إن معاوية رجل قد أسنّ وقد أرق وقد آذته النواقيس ، فأراد أن نقتل هذا على الأذان فيقتل من قبله منّا ببلاده على النواقيس ، واللَّه ليرجعنّ إليه بخلاف ما ظنّ . فكساه وحمله فلما رجع إلى معاوية قال : أوقد جئتني سالما ؟ قال : نعم ، أمّا من قبلك فلا .
وكان يقال : ما ولي المسلمين أحد إلا ملك الروم مثله إن حازما وإن عاجزا . وكان الذي ملكهم على عهد عمر هو الذي دوّن لهم الدواوين ودوّخ لهم العدوّ ، وكان ملكهم على عهد معاوية يشبه معاوية في حزمه وحلمه .
وبهذا الإسناد قال : كانت القراطيس تدخل بلاد الروم من أرض العرب وتأتي من قبلهم الدنانير ، وكان عبد الملك أوّل من كتب * ( قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ ) * [1] وذكر النبي ، صلى اللَّه عليه وسلم ، في الطَّوامير [2] ، فكتب إليه ملك الروم : إنكم قد أحدثتم في طواميركم شيئا من ذكر نبيكم نكرهه فانه عنه وإلا أتاكم في دنانيرنا من ذكره ما تكرهون . فكبر ذلك في صدر عبد الملك وكره أن يدع شيئا من ذكر اللَّه قد كان أمر به أو يأتيه في الدنانير من ذكر الرسول ، صلى اللَّه عليه وسلم ، ما يكره ، فأرسل إلى خالد بن يزيد بن معاوية فقال : يا أبا هاشم ، إحدى بنات طبق [3] ، وأخبره



[1] سورة الإخلاص 113 ، آية 1 .
[2] الطوامير : ج طومار أي الصحيفة .
[3] بنات طبق : الدّواهي .

296

نام کتاب : عيون الأخبار نویسنده : ابن قتيبة الدينوري    جلد : 1  صفحه : 296
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست