على فرسخ وكان هذا مؤذن سجاح [1] التي تنبّأت ذكر هذا خالد بن صفوان ، وسمعه أبو المجيب النهديّ فقال : ما سمع له بصوت أبعد من صوته بآذانه فإنه كان مؤذنها يعني سجاح . ذم رجل الأشتر فقال له قائد : أسكت فإن حياته هزمت أهل الشام وإن موته هزم أهل العراق . المدائني قال : أتى عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه رجل يستحمله ، فقال له : خذ بعيرا من إبل الصدقة . فتناول ذنب بعير صعب فجذبه فاقتلعه ، فعجب عمر وقال له : هل رأيت أشدّ منك ؟ قال : نعم ، خرجت بامرأة من أهلي أريد بها زوجها فنزلنا منزلا أهله خلوف فقربت من الحوض فبينا أنا كذلك إذ أقبل رجل ومعه ذود [2] والمرأة ناحية فسرّب ذوده إلى الحوض ومضى إلى المرأة فساورها ونادتني ، فما انتهيت إليها حتى خالطها ، فجئت لأدفعه عنها فأخذ برأسي فوضعه بين عضده وجنبه فما استطعت أن أتحرك حتى قضى ما أراد ثم استلقى . فقالت المرأة : أيّ فحل هذا ! لو كانت لنا منه سخلة [3] ! وأمهلته حتى امتلأ نوما فقمت إليه بالسيف فضربت ساقه فأبنتها ، فانتبه وتناول رجله فعلما فغلبه الدم فرماني برجله وأخطأني وأصاب عنق بعيري
[1] سجاح هي بنت الحرث بن سويد اليربوعيّ ، كانت ادّعت النبوّة في الجزيرة على عهد مسيلمة الكذّاب واستحاب لها بنو هذيل وقوم من بني تميم . تزوج مسيلمة بها . وكان يضرب بها المثل في شدة الغلمة ؛ يقال : أغلم من سجاح . ولذلك كانت تلقي نفسها على الرجال فيقال : أزنى من سجاح . محيط المحيط للبستاني ، مادة ( سجح ) كذلك ذكرها في لسان العرب مادة ( سجح ) ولكن بإختصار شديد . [2] الذّود من الإبل ما بين ثلاثة إلى العشر أو العشرين أو الثلاثين ، مؤنث ولا يكون إلَّا من الإناث . [3] السّخلة : ولد الشاة ذكرا أم أنثى ، والجمع سخل .