إلا باللَّه . قال كعب : إن هذه الكلمات في كتاب اللَّه المنزل . يعني التوراة . حدّثني محمد بن يحيى القطعيّ [1] قال : حدّثني عبد الأعلى عن سعيد عن قتادة عن أبي حسان الأعرج أن رجلين دخلا على عائشة رضي اللَّه عنها فقالا : إن أبا هريرة يحدّث أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال : إنما الطَّيرة في المرأة والدار والدابة فطارت شفقا ثم قالت : كذب ، والذي أنزل الفرقان على أبي القاسم ، من حدّث بهذا عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ، إنما قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم : « كان أهل الجاهلية يقولون إنّ الطَّيرة في الدابة والدار والمرأة » ثم قرأت : * ( ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ ولا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها ) * [2] . كان عبد اللَّه [3] بن زياد صوّر في دهليزه كلبا وأسدا وكبشا وقال : كلب نابح وكبش ناطح وأسد كالح . وأنشدني أبو حاتم عن الأصمعيّ : [ رجز ] < شعر > يا أيّها المضمر همّا ، لا تهمّ * إنك إن تقدر لك الحمّى تحمّ ولو علوت شاهقا من العلم * كيف توقّيك وقد جفّ القلم < / شعر > ولما أمر معاوية بقتل حجر بن عديّ الكنديّ في ثلاثة عشر رجلا معه قال حجر : دعوني أصلّ ركعتين ، فتوضّأ وأحسن الوضوء ، ثم صلى وطوّل فقيل له : أجزعت ؟ فقال : ما توضّأت قطَّ إلَّا صليت ، ولا صليت قط صلاة أخفّ منها . وإن أجزع فقد رأيت سيفا مشهورا وكفنا منشورا وقبرا محفورا .
[1] محمد بن يحيى القطعيّ هو ابن بغيض وهو أبو حيّ . [2] سورة الحديد 57 ، آية 22 . أي من قبل أن توجد ، والمراد بالكتاب هنا علمه تعالى ، وأنه يعلم بالشرور والمصائب متى وأين وكيف تقع سواء كان حدوثها بأسباب طبيعية كالطوفان والزلزال أم بأسباب أجتماعية كالحروب والمظالم . التفسير المبين . [3] هو عبد اللَّه زياد بن أبيه .