[ خفيف ] < شعر > ختلته المنون [1] بعد اختيال * بين صفّين من قنا ونصال في رداء من الصفيح صقيل * وقميص من الحديد مذال [2] < / شعر > بلغ أبا الأغرّ أنّ أصحابه بالبادية قد وقع بينهم شرّ فبعث ابنه الأغرّ وقال : يا بنيّ ، كن يدا لأصحابك على من قاتلهم ، وإيّاك والسيف فإنه ظلّ الموت ، واتق الرمح فإنه رشاء [3] المنيّة ، ولا تقرب السّهام فإنها رسل لا تؤامر مرسلها . قال : فبماذا أقاتل ؟ قال : بما قال الشاعر : [ طويل ] < شعر > جلاميد يملأن الأكفّ كأنّها * رؤوس رجال حلَّقت في المواسم < / شعر > وقال الخريمي [4] في بغداد أيام الفتنة : [ منسرح ] < شعر > يا بؤس بغداد دار مملكة * دارت على أهلها دوائرها أمهلها اللَّه ثمّ عاقبها * لمّا أحاطت بها كبائرها [5] رقّ بها الدّين واستخفّ بذي ال * فضل وعزّ الرجال فاجرها < / شعر >
[1] ختلته المنون : خدعته ، والمنون : المنيّة . [2] القميص المذال : الدرع الطويلة الذيل . [3] الرّشاء : الحبل ، والجمع أرشية . [4] في الأصل : الخزيمي ( بالزاي ) وهو تصحيف ، والخريمي هو أبو يعقوب إسحاق بن حسان الخريمي ، سمي بذلك لأنه كان مولى ابن خريم ، الذي يقال لأبيه خريم الناعم . وهو خراسانيّ الأصل ، إتصل محمد بن منصور بن زياد ، كاتب البرامكة ، وله فيه مدائح جياد . وهو شاعر مطبوع توفي سنة 212 ه . وقصيدته الرائية هذه قالها في وصف الفتنة التي وقعت بين الأمين والمأمون ، وتقع في 135 بيتا أوردها الطبري في تاريخه . وقد وردت هذه الأبيات التسعة في كتاب الشعر والشعراء ص 733 - 734 وجاء فيه : « وذاك يهدمها » بدل « وذا يهدّمها » و « شذّانها » ( بالنون ) بدل « شذّابها » ( بالباء ) و « قساورها » بدل « تساورها » . راجع ذلك كله في الشعر والشعراء ص 731 - 735 ، والأعلام ( ج 1 ص 294 ) . [5] الكبائر : ج كبيرة ، وهي الإثم الكبير .