responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عيون الأخبار نویسنده : ابن قتيبة الدينوري    جلد : 1  صفحه : 193


التي يتخوّف فيها البيات . وليحترس صاحب الجيش من انتشار الخبر عنه فإنّ في انتشاره فساد العسكر وانتقاضه . وإذا كان أكثر من في الجند من المقاتلة مجرّبين ذوي حنكة وبأس فبدار العدوّ الجند إلى الوقعة خير للجند . وإذا كان أكثرهم أغمارا ولم يكن من القتال بدّ فبدار الجند إلى مقاتلة العدوّ أفضل للجند . وليس ينبغي للجند أن يقاتلوا عدوّا إلا أن تكون عدّتهم أربعة أضعاف عدّة العدوّ أو ثلاثة أضعافهم ، فإن غزاهم عدوّهم لزمهم أن يقاتلوهم بعد أن يزيدوا على عدّة العدوّ مثل نصف عدّتهم . وإن توسّط العدوّ بلادهم لزمهم أن يقاتلوهم وإن كانوا أقل منهم ، وينبغي أن ينتخب للكمين من الجند أهل جرأة وشجاعة وتيقّظ وصرامة وليس بهم أنين ولا سعال ولا عطاس ويختار لهم من الدواب ما لا يصهل ولا ينهت [1] ، ويختار لكمونهم مواضع لا تغشى ولا تؤتى ، قريبة من الماء حتى ينالوا منه إن طال مكثهم ، وأن يكون إقدامهم بعد الرويّة والتشاور والثقة بإصابة الفرصة ، ولا يخيفوا سباعا ولا طيرا ولا وحشا . وأن يكون إيقاعهم كضريم الحريق ، وليجتنبوا الغنائم ولينهضوا من المكمن متفرقين إذا ترك العدوّ الحراسة وإقامة الرّمايا ، وإذا أونس من طلائعهم توان وتفريط وإذا أمرجوا دوابّهم في الرعي ، وأشدّ ما يكون البرد في الشتاء وأشدّ ما يكون الحر في الصيف . وأن يرفضّوا ويفترقوا إذا ثاروا من مكمنهم بعد أن يستخير بعضهم بعضا وأن يسرعوا الإيقاع بعدوّهم ويتركوا التلبّث والتلفّت .
وينبغي للمبيّتين أن يفترصوا البيات إذا هبّت ريح أو أونس من نهر قريب منهم خرير فإنه أجدر ألا يسمع لهم حسّ . وأن يتوخّى بالوقعة نصف الليل أو أشدّ ما يكون إظلاما . وأن يصير جماعة من الجند وسط عسكر العدوّ وبقيتهم حوله ، ويبدأ بالوقعة من يصير منهم في الوسط ليسمع بالضجّة والضوضاء من



[1] ينهت الحمار والأسد نهيتا : زأر وزحر ؛ أي كان به زحير .

193

نام کتاب : عيون الأخبار نویسنده : ابن قتيبة الدينوري    جلد : 1  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست