على باب معاوية فقال : من يستأذن لي اليوم فأدخله غدا ؟ وهو في شملتين ، فلما دخل على معاوية قال : هززت ذوائب الرحال إليك إذ لم أجد معوّلا إلا عليك . أمتطي الليل بعد النهار وأسم المجاهل بالآثار . يقودني نحوك رجاء وتسوقني إليك بلوى ، والنفس مستطئة والاجتهاد عاذر . فأكرمه وقرّبه . فقال في ذلك . [ وافر ] < شعر > دخلت على معاوية بن حرب * وذلك إذ يئست من الدخول وما نلت الدخول عليه حتّى * حللت محلَّة الرّجل الذليل وأغضيت الجفون على قذاها * ولم أسمع إلى قال وقيل فأدركت الذي أمّلت فيه * بمكث والخطا زاد العجول < / شعر > وقال غير العتبي : لما دخل عبد العزيز بن زرارة على معاوية قال له : « إني رحلت إليك بالأمل واحتملت جفوتك بالصبر ، ورأيت ببابك أقواما قدّمهم الحظَّ ، وآخرين باعدهم الحرمان . وليس ينبغي للمتقدم أن يأمن ولا للمتأخر أن ييأس . وأول المعرفة الاختبار فابل واختبر » وفي حجّاب معاوية إياه يقول شاعر مضر [1] : [ سريع ] < شعر > من يأذن اليوم لعبد العزيز * يأذن له عبد عزيز غدا < / شعر > قال أبو اليقظان : كان عبد العزيز بن زرارة فتى العرب . استأذن أبو سفيان على عثمان فحجبه . فقيل له : حجبك أمير المؤمنين ؟ فقال لا عدمت من قومي من إذا شاء حجبني . وحجب معاوية أبا الدرداء فقال
[1] هو الفرزدق الشاعر المشهور ، وهو همّام بن غالب التميمي ، من أهل البصرة ، توفي في بادية البصرة سنة 110 ه مقاربا المئة . الأعلام ج 8 ص 93 . وذكر في العقد الفريد ( ج 5 ص 325 ) أن جريرا يوم دخل على هشام بن عبد الملك طالبا منه أن يطلق سراح الفرزدق قال له : « يا أمير المؤمنين ، إن كنت تريد أن تبسط يدك على بادي مضر وحاضرها فأطلق لها شاعرها وسيدها الفرزدق » فأمر بإطلاقه .