كان خالد [1] بن عبد اللَّه حبس الكميت [2] الشاعر فزارته امرأته في السجن فلبس ثيابها وخرج ولم يعرف فقال : [ طويل ] < شعر > ولما أحلَّوني بصلعاء صيلم * بإحدى زبى ذي اللَّبدتين أبي الشّبل [3] خرجت خروج القدح [4] قدح ابن مقبل [5] * على رغم اناف النوابح والمشلي [6] عليّ ثياب الغانيات وتحتها * عزيمة مرء أشبهت سلَّة [7] النّصل < / شعر > وكان خالد بن عبد اللَّه حبس الفرزدق فقال : [ طويل ] < شعر > وإني لأرجو خالدا أن يفكَّني * ويطلق عني مقفلات الحدائد فإن يك قيدي ردّ همّي فربما * تناولت أطراف الهموم الأباعد وما من بلاء غير كلّ عشية * وكلّ صباح زائر غير عائد يقول لي الحداد هل أنت قائم ؟ * وما أنا إلَّا مثل آخر قاعد < / شعر > وقال بعض الشعراء في خالد بن عبد اللَّه القسريّ [8] حين حبس :
[1] خالد بن عبد اللَّه أمير العراقين وأحد خطباء العرب وأجوادهم ، يماني الأصل ومن أهل دمشق . ولي مكة سنة 89 ه للوليد بن عبد الملك ثم ولَّاه هشام العراقين ( الكوفة والبصرة ) سنة 105 ه . ثم عزله هشام سنة 120 ه وولى مكانه يوسف بن عمر الثقفي فسجنه هذا الأخير ثم قتله في أيام الوليد بن يزيد سنة 126 ه . وفيات الأعيان ج 5 ص 219 - 220 ، والأعلام ج 2 ص 297 . [2] تقدمت ترجمته في الحاشية رقم 1 من ص 35 . وقد ورد بيتان من أبياته الثلاثة في وفيات الأعيان ج 5 ص 220 . [3] الصّلعاء : الأرض أو الرملة لا نبات فيهما . والصّيلم : الشديد ، أي الأرض الصلبة . والزّبى : ج زبية ، وهي الرابية لا يعلوها ماء ، أو حفرة في موضع عال يهاد بها الذئب أو الأسد . وذو اللَّبدتين : الأسد ، واللبدة : شعر زبرة الأسد ( الزبرة : الشعر المجتمع بين كتفي الأسد ) . [4] القدح : السهم . [5] هو تميم بن أبيّ بن مقبل ، شاعر جاهلي أدرك الإسلام وأسلم . توفي سنة 37 ه . الأعلام ج 2 ص 87 . [6] المشلي : من أشلى الكلب على الصيد : أغراه . [7] سلَّة النّصل : دفعته ، كسلّ السيف من الغمد . [8] سبقت ترجمته في الحاشية رقم 1 من هذه الصفحة .