وقال آخر : [ وافر ] < شعر > إذا كان الأمير عليك خصما * فلا تكثر فقد غلب الأمير < / شعر > وكتب رجل إلى صديق له : قد كنت أستعديك ظالما على غيرك فتحكم لي وقد استعديتك عليك مظلوما فضاق عني عدلك ، وذكَّرني قول القائل : [ خفيف ] < شعر > كنت من كربتي أفرّ إليهم * فهم وكربتي فأين الفرار ؟ < / شعر > ونحوه : [ منسرح ] < شعر > والخصم لا يرتجى النجاح له * يوما إذا كان خصمه القاضي [1] < / شعر > حدّثني سهل بن محمد عن الأصمعيّ قال : كان يقال : ما أعطي أحد قطَّ النّصف [2] فأباه إلا أخذ شرا منه . قال : وقال الأحنف : ما عرضت النّصفة قطَّ على أحد فقبلها إلا دخلتني له هيبة ولا ردّها إلا اختبأتها في عقله . وقال البعيث [3] : [ طويل ] < شعر > وإني لأعطي النّصف من لو ظلمته * أقرّ وطابت نفسه لي بالظَّلم < / شعر > وقال الطائي [4] : [ طويل ] < شعر > يرى العلقم المأدوم بالعزّ أرية [5] * يمانية والأري بالضيم علقما إذا فرشوه النّصف نامت شذاته * وإن رتعوا في ظلمه كان أظلما < / شعر >
[1] تقدم ذكر هذا البيت . [2] النصف : الإنصاف . [3] هو خداش بن بشر بن مجاشع التميمي المعروف بالبعيث . شاعر وخطيب من أهل البصرة . كانت بينه وبين جرير مهاجاة دامت نحو أربعين سنة . توفي بالبصرة سنة 134 ه . مؤتلف والمختلف ص 56 ، والأعلام ج 2 ص 302 . [4] هو أبو تمام حبيب الطائي . [5] الأرية والأري : العسل .