والقضاء العدل غير الحق والقضاء الحق غير العدل ويقايس بتثبّت ورويّة ويتحفّظ من الشبهة » . والقضاء الحق العدل عندهم قتل النفس بالنفس ، والقضاء العدل غير الحق قتل الحر بالعبد ، والقضاء الحق غير العدل الدية على العاقلة . حدّثني عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن أخي الأصمعي قال : حدثني عمي الأصمعي قال : قال أعرابي لقوم يتنازعون : هل لكم في الحق أو فيما هو خير من الحق ؟ فقيل : وما يكون خيرا من الحق ؟ قال : التحاطَّ [1] والهضم ، فإنّ أخذ الحق كله مرّ . حدّثني أبو حاتم عن الأصمعي قال : اختلف رجلان في شيء فحكَّما رجلا له في المخطئ هوى ، فقال للمخطئ : من يقول بقولك أكثر . الهيثم بن عدي قال : تقدّمت كلثم بنت سريع مولى عمرو بن حريث وأخوها الوليد إلى عبد الملك بن عمير وهو قاضي الكوفة ، وكان ابنه عمرو بن عبد الملك يرمى بها فقضى لها ، فقال هذيل الأشجعي [2] : [ طويل ] < شعر > أتاه رفيق بالشهود يسوقهم * على ما ادّعت من صامت المال والخول [3] فأدلى وليد عند ذاك بحقّه * وكان وليد ذا مراء وذا جدل ففتّنت القبطيّ حتى قضى لها * بغير قضاء اللَّه في السّور الطَّول فلو كان من في القصر يعلم علمه * لما استعمل القبطيّ فينا على عمل < / شعر >
[1] التحاطَّ والهضم : أي أن يتنازل المرء عن حقوقه للغير . [2] هو شاعر ماجن هجّاء ، من أهل الكوفة . توفي نحو 120 ه . الأعلام ج 8 ص 80 . [3] صامت المال والخول : أي ليس عنده شيء من مال الدنيا ولا مما يعطيه اللَّه تعالى من النّعم .