< شعر > ولكنّ أقواما أخاف عليهم * إذا متّ أن يعطوا الذي كنت أمنع [1] < / شعر > ثم قال : واللَّه ما أسفت على هذه الولاية ولكني أخشى أن يلي هذه الوجوه من لا يرعى لها حقها . ووجدت في كتاب لعلي بن أبي طالب كرّم اللَّه وجهه إلى ابن عباس حين أخذ من مال البصرة ما أخذ : « إني أشركتك في أمانتي ولم يكن رجل من أهلي أوثق منك في نفسي ، فلما رأيت الزمان على ابن عمك قد كلب ، والعدوّ قد حرب [2] قلبت لابن عمك ظهر المجنّ [3] بقراقه مع المفارقين وخذلانه مع الخاذلين واختطفت ما قدرت عليه من أموال الأمّة اختطاف الذئب الأزلّ [4] دامية المعزى » وفي الكتاب : « ضحّ [5] رويدا فكأن قد بلغت المدى وعرضت عليك أعمالك بالمحل الذي به ينادي المغترّ بالحسرة ويتمنّى المضيعّ التوبة والظالم الرجعة » . وفي كتاب لعمر بن عبد العزيز إلى عديّ [6] بن أرطاة : « غرّني منك
[1] أورد ابن عبد ربه هذين البيتين في كتابه العقد الفريد ( ج 2 ص 365 ) وقال : لما عزل ابن شبرمة عن قضاء البصرة تمثل بهذين البيتين . ويكون ابن عبد ربه قد خالف بذلك ما جاء به ابن قتيبة . [2] كلب الزمان والدهر على الناس : ألحّ عليهم واشتدّ . وحرب العدوّ : كلب واشتدّ غضبه ودعا بالويل والحرب فقال : واحرباه ! وهي كلمة يندب بها الميت . [3] قلب له ظهر المجنّ : تغيّر عليه وساء رأيه فيه . وهو مثل يضرب لمن كان لصاحبه على مودة ورعاية ثم حال عن العهد . [4] الأزلّ : الأرسح ، وهو من صفات الذئب الحفيف ؛ وقيل : هو من قولهم : زلّ زليلا إذا عدا ، وخصّ الدامية ، وهي التي يسيل دمها ؛ لأن من طبع الذئب محبة الدم حتى أنه إذا رأى ذئبا داميا وثب عليه ليأكله . [5] ضحّ : من ضحّ الغنم يضحّيها إذا رعاها في الضحى . والمعنى : إرع نفسك على مهل فإنما أنت على شرف الموت . [6] تقدمت ترجمته .