يقطع . فقال : لا إله إلا اللَّه ، سارق السر يقطعه سارق العلانية ! . ومر طارق صاحب شرطة خالد القسري بابن شبرمة ، وطارق في موكبه فقال ابن شبرمة [1] : [ طويل ] < شعر > أراها وإن كانت تحبّ كأنّها * سحابة صيف عن قريب تقشّع [2] < / شعر > اللَّهم [3] ، لي ديني ولهم دنياهم . فاستعمل ابن شبرمة بعد ذلك على القضاء ، فقال له ابنه : أتذكر يوم مرّ بك طارق في موكبه وقلت ما قلت ؟ فقال : يا بنيّ ، إنهم يجدون مثل أبيك ولا يجد مثلهم أبوك . إنّ أباك أكل من حلوائهم وحط في أهوائهم . ولي عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس المدينة سنتين فأحسن السيرة وعفّ عن أموال الناس ثم عزل فاجتمعوا إليه فأنشد لدرّاج الضّبابي [4] : [ طويل ] < شعر > فلا السجن أبكاني ولا القيد شفّني * ولا أنني من خشية الموت أجزع < / شعر >
[1] هو عبد اللَّه بن شبرمة ، قاضي البصرة ، وكان طارق بن أبي زياد آنذاك صاحب شرطة الكوفة من قبل خالد بن عبد اللَّه القسري . يذكر ابن عبد ربه في العقد الفريد ( ج 1 ص 81 وج 2 ص 365 ) أن ابن شبرمة ولي قضاء البصرة وهو كاره وعزل عن القضاء وهو كاره . كذلك ورد هذا الخبر مع بيت ابن شبرمة في البيان والتبيين ( ج 3 ص 459 ) . [2] ورد هذا البيت في العقد الفريد ( ج 1 ص 81 وج 3 ص 176 ) . [3] يقتضي السياق أن نضع عبارة : « ثم قال » قيل : « اللهمّ لي » أنظر العقد الفريد ( ج 1 ص 81 وج 3 ص 176 ) . [4] هو درّاج بن زرعة بن قطن الضبابي ، شاعر من فرسان العصر الإسلامي الأول . سجن في الشام ثم أمر عبد الملك بن مروان بقتله فمات سنة 75 ه . له شعر في السجن وقبله . الأعلام ج 2 ص 337 .