القضاء حدّثنا إسحاق بن راهويه قال : أخبرنا بشر بن المفضّل بن لاحق قال : حدّثنا المغيرة بن محمد عن عمر بن عبد العزيز قال : « لا ينبغي للرجل أن يكون قاضيا حتى تكون فيه خمس خصال : يكون عالما قبل أن يستعمل [1] ، مستشيرا لأهل العلم ، ملقيا للرثّع [2] ، منصفا للخصم ، محتملا للأئمة » . حدّثني علي بن محمد قال : حدّثنا إسماعيل بن إسحاق الأنصاري عن عبد اللَّه بن لهيعة عن عبد اللَّه بن هبيرة عن علي عليه السلام أنه قال : « ذمّتي رهينة وأنا به زعيم لمن صرحت له العبر ألَّا يهلك على التقوى زرع قوم ولا يظمأ على التقوى سنخ [3] أصل ألا وإن أبغض خلق اللَّه إلى اللَّه رجل قمش [4] جهلا غارّا بأغباش [5] الفتنة عميا بما في عقد الهدنة سماه أشباهه من الناس عالما ولم يغن في العلم يوما سالما . بكَّر فاستكثر ، ما قلّ منه فهو خير مما كثر حتى إذا ما ارتوى من اجن [6] واكتنز من غير طائل قعد بين الناس قاضيا لتخليص ما التبس على غيره ، إن نزلت به إحدى المبهمات هيّا حشوا [7] رثّا من رأيه ، فهو من قطع الشبهات في مثل غزل العنكبوت . لا يعلم إذا أخطأ ، لأنه لا يعلم أأخطأ أم أصاب ، خبّاط عشوات ركَّاب جهالات [8] ، لا يعتذر مما
[1] يستعمل : يصبح عاملا من قبل الخليفة أو الأمير . [2] الرّثع : الطمع . [3] السّنخ : الأصل ، والجمع أسناخ وسنوخ . والسّنخ والأصل واحد فلما اختلف اللفظان أضاف الكاتب أحدهما إلى الآخر . [4] قمش : جمع . [5] أغباش الفتنة : ظلمتها ، ومفردها غبش . [6] الآجن : الماء الذي تغيّر طعمه ولونه وقيل رائحته . [7] الرّثّ : الخلق البالي . [8] خبّاط عشوات : مثل يضرب لمن يتصرف في الأمور على غير بصيرة . والخبّاط : الذي يخبط بشدة . والعشوات : ج عشواء ، وهي الناقة التي لا تبصر فهي تخبط بيديها كل شيء إذا مشت لا تتوقّى شيئا ، والرّكّاب : الكثير الركوب . والجهالات : ج جهالة ، وهي أن تفعل فعلا بغير العلم .