نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 43
مماليكه وأصحابه ، وساروا به إلى الشام ، ومات تاج الملوك من جراحة كانت به ، فحمل إلى القدس ومات به ، وضرب الشريف المرتضى في وجهه بالسيف ضربة هائلة عرضا ، وأرادوا قتله ، فقال : أنا رجل شريف ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتركوه . قال السبط : وحكى لي قال : بقيتُ في الرمل يوماً وليلةً ملقى ، رأسي ناحية ووجهي ناحيةً ، والدماءُ تفيض ، ولولا أن الله تعالى منَّ عليَّ بالملك الصالح ابن صاحب حمص لهلكت ، حملني وخيَّط وجهي بمسَال ، وعاينتُ الموتَ مراراً ، وتمزَّق الناس كل ممزَّق ، ومشوا في الرمال أيّاماً . وأما المصريُّون فإنهم دخلوا إلى القاهرة بالأُسارى والسناجق المقلَّبَة ، والطبول المشقَّقة ، والخيول والأموال والعدد ، ولما وصولا إلى تربة الملك الصالح نجم الدين أيوب أحدقوا بالصالح إسماعيل ، وصاحوا ياخوند : أين عينك ترى عُدّوك ، ورموا الأسارى في الجبل ، وجمعوا بين الصالح إسماعيل وبين أولاده أيَّاما ، ثم غيَّبوُه . وأما المماليك فمالوا على المصريّين قتلا ونهبا ، ونهبوا أموالهم ، وسبوا حريمهم ، وفعلوا بهم مالا يفعل الفرنج بالمسلمين . وكان السامري ، وزير الصالح إسماعيل ، معتقلا في القلعة في جب هو وناصر الدين بن يغمور ، وسيف الدين القيمرى ، والخوارزمي صهر الملك الناصر
43
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 43