نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 281
استأنف قتالهم بجنده حتى يفتحه ، وكان يبعث إلى الحصن يقول لهم : إنّ ماءكم قد قلّ ، فافتحوا صلحاً قبل أن آخذه قسراً ، فيقولون إن الماء عندنا كثير ، فيقول : إن كان كثيراً انصرفت عنكم ، فيقولون : ابعث من يشرف على ذلك ، فيرسل رجالاً من جيشه معهم رماحٌ مجوفة محشوة سماً ، فإذا دخلوا قاسوا ذلك الماء بتلك الرماح ، فيفسح ذلك السم ويستقر في الماء ، فيكون سبب هلاكهم ولا يشعرون . وكان لعنة الله شيخا كبيرا قد أسن ، وكان يميل إلى دين النصارى ولكن لا يمكنه الخروج عن حكم جنكز خان من الياساق . وقال الشيخ قطب الدين اليونيني : وقد رأيته ببعلبك حين حاصر قلعتها ، وكان شيخاً حسناً له لحية طويلة مسترسلة رقيقة قد ظفرّها مثل الدبوقة ، وتارة يعلقها في حلقة بأذنه ، وكان مهيباً ، شديد السطوة ، قال : وقد دخل الجامع فصعد المنارة ليتأمل القلعة منها ، ثم خرج من الباب الغربي ، فدخل دكاناً خراباً فقضى حاجته ، والناس ينظرون إليه وهو مكشوف العورة ، ولما فرغ مسحه بعضهم بقطن ملبد مسحةً واحدةً . قال : ولما بلغه بروز الملك المظفر إليه بالعساكر المصرية تلوم في أمره ، ثم حملته نفسه الأبية على لقائهم ، وظن أنه ينصر كما كانت عادته ، فحمل يومئذ على الميسرة فكسرها ، ثم أيد الله المسلمين وثبتهم ، فحملوا حملة صادقةً على التتار ، فهزموهم هزيمة لا تنجبر أبداً ، وقتل كتبغانوين في المعركة وأسر ابنه ، وكان شاباً حسناً ، فأحضر بين يدي المظفر قطز فقال له : أهرب أبوك ؟ فقال : إنه لا يهرب ، فطلبوه فوجدوه بين القتلى ، فلما رآه ابنه بكى وصرخ ، فلما تحققه
281
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 281