نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 258
منه ، ثم قال له بيبرس : أبصر [ 441 ] لي ، فضرب وجعل يصوب النظر إلى الآخر ويتعجب . فقال له : قل . فقال : أنت أيضاً تملك مصر ويطول ملكك ، فضحكنا ثم قلت له : فابصر لي ، فضرب وقال : أنت يحصل لك إمرةٌ كبيرة وهذا سببُها ، وأشار إلى بيبرس البندقداري ، ويقتل هذا وأشار إلى قطز ، فوالله ما خرم من قوله ذرة . وحكى ركن الدين الجزري أستاذ الفارس أقطاي قال : كنا عند قطز في أول دولة أستاذه الملك المعز أيبك ، وقد حضر عنده منجم مغربيّ موصوف بالحذق ، فأمر مَنْ كان هناك بالانصراف إلا أنا . وقال للمنجم : اضرب وانظر من يملك مِصْرَ بعد أستاذ المعز ويكسر التتار ، فضرب وجعل يعد على أصابعه وقال : يطلع لي اسم فيه خمسُ حروف بلا نقط ، وأبوه أيضاً كذلك ، وأنت فاسمك ثلاثة أحرف ، فتبسم قطز وقال له : لم لا تقول محمود بن مودود ؟ فقال المنجم : هو والله هذا . قال قطز : أنا محمود بن مودود ، أنا الذي أكسر التتار وآخذ بثأر خالى خوارزم شاه منهم . وأمَّا مبدأ أمر قطز فإنَّ السلطان الملك المعزّ أيبك اشتراه وهو أميرٌ ، فربَّاه وأحسن تربيته ، ولما قتل أستاذه قام في تولية ابنه الملك المنصور نور الدين على ابن المعز ، وكان حينئذ أتابك العساكر بالديار المصرية ، ولما سمع بأمر التتار خاف أن تختلف الكلمة بسبب صغر ابن أستاذه ، فعزله ودعا إلى نفسه ، فبويع
258
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 258