نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 218
وأقبل هلاون بجنوده يقصد نحو الشام ، ونازل حران وملكها ، واستولى على البلاد الجزرية ، وأرسل ولده شموط بن هلاون إلى الشام ، فوصل إلى ظاهر حلب في العشر الأخير من ذي الحجة من هذه السنة ، وكان الحاكم في حلب يومئذ الملك المعظم توران شاه بن السلطان صلاح الدين نائباً عن ابن ابن أخيه الملك النصار ، فخرج في عسكر حلب لقتالهم ، ولم يكن من الرأي خروجه ، وأكمن لهم التتار في باب إليّ المعروف بباب الله ، وتقاتلوا عند بانقُوسا ، فاندفع التتار قدامهم حتى خرجوا عن البلد ، ثم عادوا عليهم ، وهرب المسلمون طالبين المدينة ، والتتار يقتلون فيهم حتى دخلوا البلد ، واختنق جماعة من المنهزمين في أبواب البلد ، ثم رحل التتار إلى عزاز فتسلموها بالأمان . وكان الملك الناصر قد أرسل قبل ذلك القاضي الوزير كمال الدين عمر بن أبي جرادة المعروف بابن العديم إلى الديار المصرية رسولاً يستنجد المصريين على قتال التتار ، فإنهم قد اقترب قدومهم إلى الشام ، وأنهم قد استولوا على حران وبلاد الجزيرة وغيرها في هذه السنة ، وقد جاز شُّموط بن هلاون الفرات واقترب من مدينة حلب . فعقد لذلك مجلس بالديار المصرية بين يدي الملك المنصور بن الملك المعز أيبك التركماني ، وحضر قاضى القضاة بالديار المصرية بدر الدين السنجاري ، وحضر الشيخ عز الدين بن عبد السلام ، وأفاضوا الكلام فيما يتعلق بأخذ شئ من أموال الناس لمساعدة الجند ، وكانت العمدة على ما يقوله ابن عبد السلام ، فكان
218
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 218