نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 198
الملك الناصر داود بن الملك المعظم عيسى بن السلطان الملك العادل أبي بكر ابن أيوب . توفى في هذه السنة بظاهر دمشق في قرية يقال لها البُوَيضاء ، ومولده سنة ثلاث وستمائة ، وكان عمره نحو ثلاث وخمسين سنة ، وقد ذكرنا أحواله وما جرى عليه في السنين الماضية ، وكان أصاب الناس في الشام في تلك المدة وباء مات فيه الناصر داود ، وخرج الملك الناصر يوسف صاحب دمشق إلى البُوَيْضاء ، وأظهر عليه الحزن والأسف ، ونقله ودفنه بالصالحية في تربة والده الملك المعظَّم . وكان الناصر داود فاضلاً ، ناظماً ، ناثراً ، وقرأ العلوم العقلية عل الشيخ شمس الدين الخسرو شاهي تلميذ الإمام فخر الدين الرازي ، وكان حنفي المذهب مثل والده . وله أشعار حيدة ، فمنها قوله : عيونٌ عن السِّحْرِ المُبينِ تَبينُ * لها عند تحريك القلوب سُكُونُ تَصُولُ ببيض وهى سُودٌ فِرندها * ذُبُولُ فُتُورٍ والجفونُ جفونُ إذا ما رأت قلْباً خِلياً من الهَوَى * تقول له كن مُغْرَماً فيكونُ
198
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 198