نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 176
وتغير الهواء ، فحصل بسببه الفناء والوباء الشديد ، حتى سرى وتعدى في الهواء إلى بلاد الشام ، فمات خلق كثير من تغير الجو وفساد الريح ، فاجتمع على الناس الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون . ولما نودي ببغداد بالأمان خرج من كان تحت الأرض بالمطامير والقنى والمغاير كأنهم الموتى إذا نُبِشوا من القبور ، وقد أنكر بعضهم بعضاً فلا يعرف الوالد ولده ، ولا الأخ أخاه ، وأخذهم الوباء الشديد فتفانوا وتلاحقوا بمن سلف من القتلى . وكان رحيل هلاون عن بغداد في جمادى الأولى من هذه السنة إلى مقر مُلكه ، وفوّض أمر بغداد إلى الأمير على بهادر ، فوَّض إليه الشحنكية بها إلى الوزير مؤيد الدين ابن العلقمي ، فلم يُمهله الله تعالى حتى أخذه عزيز مُقتدر في مستهل جمادى الآخرة ، كما سنذكره في الوفيات إن شاء الله ، فولى بعده الوزارة ولده عزّ الدين أبو الفضل ، فألحقه الله بأبيه في بقّية هذا العام . ويقال : إن هلاون عزم على إحراق مدينة بغداد لما أراد الرحيل عنها ، فقال له كتبغا نُوين إنّ هذه المدينة أمّ المدن ومقصد التجار ، فإذا أبقاها الملك حصل له منها مال جزيل ، فأبقاها وشحَّن عليها ، وسار عنها إلى الفرات .
176
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 176