نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 170
وأما هؤلاء الثلاثة فإنهم حملوا رؤوسهم [ 392 ] إلى الموصل ، ونصبوها على باب المدينة ترهيباً لصاحبها ، وتخويفاً لأهلها . وارتاع الخليفة أشد ارتياع ، وأخذت أسبابه في الانقطاع ، وأصبح لا يدرى ، وإن كان حازماً أقدامه خير أم وراءه ، وأغلقت أبواب مدينة بغداد ، فأحاط بها التتار وضايقوها بالحصار ، فافتتحوها عنوة ، ودخلوها غدوة في العشرين من محرم هذه السنة ، فبذلوا في أهلها المناصل ، وأوردوهم من حياض الموت أمرّ المناهل ، وأكثروا الأيامى واليتامى والأرامل ، ولم يرحموا شيخا كبيراً ، ولا طفلاً صغيراً . وفي تاريخ النويري : وكان سبب ذلك أو وزير الخليفة مؤيد الدين بن العلقمي كان رافضياً ، وكان أهل الكرخ روافض فجرت فتنة بين السنة والشيعة ببغداد على جارى عادتهم في السنة الماضية ، فأمر أبو بكر ابن الخليفة وركن الدين الدوادار العساكر ، فنهبوا الكرخ ، وهتكوا النساء ، وركبوا فيهن الفواحش ، فعظم ذلك على الوزير ابن العلقمي ، وكاتب التتار وأطمعهم في ملك بغداد ، وكان عسكر بغداد مبلغ مائة ألف فارس ، فقطعهم المستعصم ليحمل إلى التتار متحصل
170
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 170