نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 147
فأحضروا الأطباء وسألوهم عن المحمودة ، فأجابوا بأنها دواءٌ يشرب للمنفعة ، وتوجد عند كثير من الباعة وغيرهم ، فتبين لهم أن الصاحب قد تقول عليه ، ثم سألوا طرنطاي ما هي الصاعقة التي ضربته وفى أيّ وقت اصابته ؟ فقال : الصاعقة لا حقيقة لها ، والحالُ فيها كالحال في السُمّ ، وإنما هؤلاء زوروا الكتب التي على أيديهم ، وكتبوا ما أرادوا لأنفسهم ، وأنا بيني وبين السلطان أمارة جعلها معي عند وداعه فأقول سراً ، فإن قالها الصاحب ومَن معه فهم صادقون ، وإن لم يعرفوها فهم ماذقون ، وأسرَّ إليه الأمارَةَ ، فسال الصاحب ورفقته عنها فلم يعرفوها ، فقال بايْطُو لطرنطاي : أنتم جميعاً متوجهون إلى القان ، وهو يفعل ما يراه . وهؤلاءِ حضروا من مسافة بعيدة فاختاروا إما أن يتسلَّموا السلطان وتبقى الخزائن معكم ، أو تسلّموا إليهم الخزائن ويبقى السلطان معكم ، فأجمع رأى الأمير سيف الدين طرنطان على أن تكون الخزائن معه ومع رفيقه ، وأن يتسلَّم السلطان علاء الدين الصاحبُ شمس الدين الطغرائيُّ ورفيقه ، فتسلَّماه . وسار طرنطاي ورفيقه قبلهما ، وسار الصاحبُ والسلطان معه بعده ، فمرض السلطان علاء الدين في [ 380 ] أثناء الطريق ومات . فاتفق الصاحب وجاليش أن يسيرا إلى طرنطاي ورفيقه يعرفانهما أن السلطان ضعيف ، فإذا حضرا ليُبْصِرَاه يقتلونهما ، وبلغ سيف الدين طرنطاي موت السلطان ، فأرسل فراشاً ليكشف له أمره وأوصاه بأن يفتش آثارهم بالمنزلة التي
147
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 147