نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 146
ورفيقه ، ثم اتضح له أنهما قد أضمرا السوءَ ، وأن طرنطاي ضربته الصاعقةُ فيما مضى من الزمان فلا يصلح أن يدخل بين يدي القان ، وأنَّ رفيقه شجاع الدين رئيسٌ طبيب ساحر ، وقد أخذ صحبته شيئاً من السُمِّ القاتل يغتال به منكوقان ، فأرسلنا نحن عوضاً منهما وأمرَّ بردّهِما . فلما سمع بايْطُو مقال الصاحب ورفقته ظنه حقاً ، فأمر بإحضار طرنطاي ورفيقه ، وأن يفتش ما صحبتهما من القماش والزاد وغيره ، ليظهر السُمّ الذي معه ، فكبست خيمة شجاع الدين الرئيس [ 379 ] وحمل ما وجد ، فكان من جملته برانى شراب وعقاقير الأدوية وشئ من المحمودة ، فألزموه بالأكل من جميعها ، فأكل حتى انتهوا إلى المحمودة أمروه أن يأكل منها فأبى ، وقال : إن أكلت من هذه متُّ ، فقالوا : هو السُمُّ الذي قيل فيه إنه معكما ، وسألوا الأمير سيف الدين طرنطاي : ما هذا السُمُّ ؟ ولما حملتماه ؟ ومن الذي تقصدان أن تغتالا به وتقتلاه ؟ فأجاب : بأنه لا علم له بأمره ، وإنما يُسْأَل عنه من وجد معه ، فرسم بايْطُو بأن يقرر شجاع الدين بالضرب ليلطلعُهم على الأمر ، فقال لهم : اطلبوا الأطباء إلى ها هنا ، وأَرُوهُم هذا النوع واسألوهم عنه ، فإن ذكروا أنه سُمٌ قاتل ، فأنا خائن خاتل ، وإن قالوا : إنه دواءٌ يتخذه الناس ويستعملونه لعلاج الأمراض ، فهؤلاء القوم ذو أغراض .
146
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 146