نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 125
تعقب الصوت الذي كنا نسمعه زلازل ، فتقيم على هذه الحالة ثلاثة أيام ، يقع في اليوم والليلة أربع عشرة زلزلة ، فلما كان في يوم الجمعة خامس الشهر المذكور انبجست الأرض من الحرَّة بنار عظيمة ، تكون قدرها مثل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهى برأي العين من المدينة ، نشاهدها وهي ترمى بشرر كالقصر ، كما قال الله عز وجل ، وهى بموضع يقال له أجلين ، وقد سال من هذه النار واد يكون مقداره أربعة فراسخ وعرضه أربعة أميال وعمقه قامة ونصف ، وهى تجرى على وجه الأرض ، وتخرج منها أمهاد وجبال صغار ، وتسير على وجه الأرض وهو صخرٌ يذوب حتى يبقى مثل الآنك ، فإذا جمد صار أسوداً ، وقبل الجمود لونه أحمر ، وقد حصل بطريق هذه النار إقلاع عن المعاصي والتقرب إلى الله تعالى بالطاعات ، وخرج أمير المدينة عن مظالم كثيرة إلى أهلها . قال أبو شامة : ومن كتاب شمس الدين بن سنان بن عبد الوهاب بن نميلة الحسنين قاضى المدينة إلى بعض أصحابه : لما كان ليلة الأربعاء ثالث شهر جمادى الآخرة حدث بالمدينة في الثلث الأخير من الليل زلزلة عظيمة أشفقنا منها ، وباتت باقي تلك الليلة تُزلزل كل يوم وليلةٍ قدر عشر نوبات ، والله لقد زلزلت مرةً ونحن حول حجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم اضطرب لها المنبر إلى أن
125
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 125