نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 34
ذكر سلطنة أيبك التركماني ولما جرى ما ذكرنا من عصيان الملك المغيث بالكرك واستيلائه عليها وعلى الشوبك ، واستيلاء الملك الناصر صاحب حلب على دمشق ، ووقوع الاضطراب في مصر ، اجتمعت البحرية والأتراك وأجالوا الرأي بينهم ، وقالوا : إنه لا يمكننا حفظ البلاد وأمر الملك إلى امرأة ، وقد ورد في الحديث : ( كيف يفلح قوم ولو أمرهم امرأة ) . وقالوا : لا بدّ من إقامة شخص كبير تجتمع الكلمة عليه ويشار في الملك إليه فاتفق رأيهم على أن يفوض أمر الملك إلى الأمير عز الدين أيبك الجاشنكير التركماني الصالحيّ مقدّم العساكر ، فقاموا إليه وسألوه أن يولَّى عليهم ليقوم بسياسة الملك ، فأجابهم على ذلك ، وولوه ، وعقدوا له ، ولقبوه بالملك المعز ، وركب بالسناجق السلطانية يوم السبت آخر ربيع الآخر من هذه السنة ، وحملت الأمراء الغاشية في خدمته على العادة . وهو أوّل ملوك الترك ، وأبطلت السكة والخطبة التي كانت باسم شجر الدر في ثاني يوم تمليكه ، وكانت مدة سلطنتها ثلاثة أشهر لأنهم كانوا عقدوا لها بالسلطنة في آخر المحرم ، ثم خلعوها من السلطنة في آخر ربيع الآخر .
34
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 34