نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 33
لما ورد عليه الخبر بقتل المعظم توران شاه وصلت إليه كتب الأمراء القيمرية من دمشق يستدعونه ويحثونه على الوصول إليهم ليسلموا دمشق إليه ، فوصلها يوم السبت ثامن ربيع الآخر من هذه السنة ، وأحاط عسكره بها ، وزحفوا عليها ، وكان النائب بها الأمير جمال الدين بن يغمور من جهة الملك الصالح ، وكان قد رتب الأبواب على الأمراء القيمرية وهم : ناصر الدين القيمري ، وضياء الدين ، وشهاب الدين الكبير ، ففتحوا باب الجابية مواطأة للملك الناصر ، فدخل الناصر وأصحابه دمشق ، وتملكوها بغير ممانعة ولا مقاتلة ، وخلع على الأمراء المذكورين ، وخلع أيضاً على الأمير جمال الدين بن يغمور النائب من جهة السلطنة ، وأحسن إليهم ، وعلى جماعة من الأمراء المصريين مماليك الملك الصالح نجم الدين ، واستقرت قدمه في ملك دمشق ، وعصت عليه بعلبك وعجلون وشميس مدة يسيرة ، ثم مال الجميع إليه . ولما وصل الخبر بذلك إلى مصر اجتمعت الأمراء والأجناد بقلعة الجبل وجدّدوا الإيمان لشجر الدرّ والدة خليل ، وللأمير عز الدين أيبك التركماني بالتقدمة على العساكر ، وعزموا على إخراج العساكر صحبة الأمير حسام الدين ابن أبي على ليدفعوا الملك الناصر عن دمشق ، ويردّوه قبل أن يملكها ، فورد عليهم بأن القيمرية سلموها إليه ، فأمسك من كان منهم بالقاهرة ، وقبض على كل من اتهم بالميل إلى الحلبيين .
33
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 33