نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 261
ذكر سلطنة الملك الظاهر وهو الأسد الضاري بيبرس البندقداري . ولما وصل بيبرس ، وهو والجماعة الذين قتلوا الملك المظفر المذكور إلى الدهليز ، كان عند الدهليز نائب السلطنة فارس الدين أقطاي المستعرب ، وهو الذي كان أتابكا لنور الدين علي بن الملك المعز أيبك التركماني بعد الحبلى ، فلما تسلطن قطز أقره على نيابة السلطنة بالديار المصرية ، فلما وصل بيبرس البندقداري مع الجماعة الذين قتلوه سأله أقطاي المستعرب . وقال : من قتله منكم ؟ فقال بيبرس : أنا قتلته . قال أقطاي : يا خوند اجلس في مرتبة السلطنة مكانه ، فجلس واستدعيت العساكر للتحليف ، فحلفوا له في اليوم الذي قتل فيه قطز ، وهو سابع عشر ذي القعدة من هذه السنة ، أعنى سنة ثمان وخمسين وستمائة واستقر بيبرس في السلطنة ، وتلقب بالملك القاهر ، ثم بعد [ 443 ] ذلك غير لقبه ، وتلقب بالملك الظاهر ، لأنه بلغه أن القاهر لقبٌ غير مبارك . وكان بيبرس هذا قد سأل من قطز نيابة حلب ، فلم يجبه إليها ، ليكون ما قدر الله تعالى ، فكأن القدر قال له حين سأل نيابة حلب : لا تستعجل فإنك عن قريب تتولى السلطنة ، ولما حلف الناس له بالصالحية ، ساق في جماعة من أصحابه وسبق العسكر إلى قلعة الجبل ، ففتحت له ودخلها ، واستقرَّت قدمه في المملكة .
261
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 261