responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 86


استعمالها ، أو حذا حذو رسوم المبرّزين الذين ينتحلون الكلام ويوقعونه مواقعه ، مع مراعاة رشاقة اللفظ ، وحلاوة المعنى ، وبلاغته ومناسبته مع ما يحتاجه من اختراع المعاني الأبكار للأمور الحادثة التي لم يقع مثلها ، ولا سبق سابق إلى كتابتها ، لأنّ الحوادث والوقائع لا تتناهى ولا تقف عند حدّ .
ومن هنا تنقّص الوزير ضياء الدين بن الأثير في المثل السائر المقامات الحريريّة وازدراها جانحا إلى أنها صور موضوعة في قوالب حكايات مبنيّة على مبدإ ومقطع ، بخلاف الكتابة فإن أهوالها غير متناهية ؛ ولو روعي حال ما يكتبه الكاتب في أدنى مدّة لكان مثل المقامات مرّات .
ومنها اختصاص كاتب الإنشاء بالسلطان وقربه منه وإعظام خواصّه واعتمادهم في المهمات عليه ، مع كونه أحرز [1] بالسلامة من أرباب الأقلام المتصرفين في الأموال . وقد قال بعض الحكماء : الكتّاب كالجوارح كل جارحة منها ترفد الأخرى في عملها بما به يكون فعلها ، وكاتب الإنشاء بمنزلة الروح الممازجة للبدن المدبّرة لجميع جوارحه وحواسّه .
قال في موادّ البيان « ولا شك في صحة هذا التمثيل ، لأنّ كاتب الإنشاء هو الذي يمثل لكل عامل في تقليده ما يعتمد عليه ويتصفح ما يرد منه ويصرفه بالأمر والنهي على ما يؤدّي إلى استقامة ما عدق به [2] ، وهو حلية المملكة وزينتها لما يصدر عنه من البيان الذي يرفع قدرها ، ويعلى ذكرها ، ويعظم خطرها ، ويدلّ على فضل ملكها ، وهو المتصرف عن السلطان في الوعيد ، والترغيب ، والإحماد والإذمام ، واقتضاب المعاني التي تقرّ الوالي على ولايته وطاعته ، وتعطف العدوّ العاصي عن عداوته ومعصيته . على أن بعض



[1] لعله مصحّف عن : أجدر أو أحرى ، كما سيأتي فيما بعد
[2] في البستان والقاموس : عزق به أي لصق به ، وهو المناسب هنا . ولعلّ ما في الأصل تصحيف . وهذا اللفظ يتكرر لدى القلقشندي .

86

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست