responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 78


يوجب إزالة المال الذي لزمه عنه فلم ينهم أحد منهم ما أراد عبيد اللَّه بن سليمان فردّ التوقيع إلى عبيد اللَّه فلم يزده في الجواب على أن شدّد الكلمة الأخيرة ووقّع تحتها « اللَّه المستعان » إعلاما له أن لفظ « هذا » بالتشديد بمعنى الهذيان .
وحكى العبّاس بن أسد : أن أبا الحسن عليّ بن عيسى كتب إلى أبي الطيّب أحمد بن عيسى كتابا من مكة [1] فقرأه ثم رمى به إليّ فقال : اقرأ ! فقرأت : كتابي إليك يوم القرّ ، بالرفع . فقال : ما معنى يوم القرّ ؟ فقلت : القرّ البرد فقال : إنما هو يوم القرّ بالفتح ، حين يقرّ الناس بمنى ، وهو اليوم الثاني من النحر . ومثل ذلك كثير .
قال صاحب نهاية الأرب [2] : « وقد اتّسع الخرق في ذلك ودخل في الكتابة من لا يعرفها البتّة ، وزادوا عن الإحصاء ، حتّى إن فيهم من لا يفرق بين الضاد والطاء . قال : ولقد بلغني عن بعض من أدخل نفسه في الكتابة وتوسّل إلى أن كتب في ديوان الرسائل : أنه رسم له بكتاب يكتبه في حقّ رجل اسمه طرنطاي فقال لكاتب إلى جانبه : طرنطاي يكتب بالساقط أو بالقائم ؟
قال : وصار الآن حدّ الكاتب عند هؤلاء الجهّال أنه يكتب على المجوّد مدّة ويتقن بزعمه أسطرا ، فإذا رأى من نفسه أنّ خطه قد جاد أدنى جودة أصلح بزّته ، وركب برذونه [3] أو بغلته ، وسعى في الدخول إلى ديوان الإنشاء والانضمام إلى أهله . ولعل الكتابة إنما يحصل ذمّها بسبب هؤلاء وأمثالهم . وللَّه درّ القائل ! :



[1] في ضوء الصبح : من منى ( هامش الطبعة الأميرية ) .
[2] نهاية الأرب للنويري .
[3] البرذون من الدواب ما هو دون الخيل العراب وأقدر من الحمر . ( البستان 1 / 128 ) .

78

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست