نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 74
السلاطين ، واستيفاء حقوق السلاطين من الرعية ، والتلطف في الصلة بينهما » . قال : « ولعلم الملوك بخطر هذه الصناعة وأهلها وعائدتها في أمور السلطان صرفوا العناية إلى الكتبة وخصّوهم بالحظوة وعرفوا لهم فضل ما جمعوه من الرأي والصناعة ، وكانت ملوك الفرس لرفعة رتبة الكتابة عندهم تجمع أحداث الكتّاب ونواشئهم المعترضين لأعمال الملك ، ويأمرون رؤساء الكتابة بامتحانهم ، فمن رضي أقرّ بالباب ليستعان به ، ثم يأمر الملك بضمهم إلى العمّال ، واستعمالهم في الأعمال ، وينقلهم في الخدم على قدر طبقاتهم من حال إلى حتى ينتهي بكل واحد منهم إلى ما يستحقه من المنزلة ، ثم لا يمكَّن أحد ممن عرض اسمه على الملك من الخدمة عند أحد إلا بأذن الملك » . وفي عهد سابور [1] : « وليكن كاتبك مقبول القول عندك ، رفيع المنزلة لديك ، يمنعه مكانه منك وما يظنّ به من لطافة موضعه عندك من الضّراعة لأحد والمداهنة له ، ليحمله ما أوليته من الإحسان على محض النصيحة لك ، ومنابذة من أراد عيبك وانتقاص حقك » . ولم يكن يركب الهماليج [2] في أيامهم إلا الملك والكاتب والقاضي . قلت : ولشرف الكتابة وفضل الكتّاب صرف كثير من أهل البلاغة عنايتهم إلى وضع رسائل في المفاخرة بين السيف والقلم [3] ، إشارة إلى أن بهما قوام الملك وترتيب السلطنة ، بل ربما فضل القلم على السيف ورجّح
[1] أحد ملوك الفرس ، وهو سابور الأول ، ابن أردشير . حكم من 241 إلى 272 م . ( الموسوعة العربية الميسرة : 1061 ) . [2] الهماليج : الدوابّ السهلة الانقياد الحسنة السير . [3] وللقلقشندي في هذا المجال « حلية الفضل وزينة الكرم في المفاخرة بين السيف والقلم » . ( ذيل كشف الظنون : 3 / 421 ) .
74
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 74