responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 67


وغير ذلك من آلات المروءة والأدوات الملوكية في أقرب المدد وأقلّ الأزمنة ؛ وناهيك بذلك من فضل هذه الصناعة وشرفها وارتفاع خطرها وسمو قدرها إذ كان لها سعة لمثل هذه الجدوى التي لا يوجد مثلها في غيرها من الصنائع .
وكفى بالكتابة شرفا أنّ صاحب السيف يزاحم الكاتب في قلمه ولا يزاحمه الكاتب في سيفه .
قال في موادّ البيان : « ومن ثمّ صار السلطان الذي هو رئيس الناس ومستخدم أرباب كلّ صناعة ومصرّفهم على أغراضه ، يفتخر بأن تكون فضيلتها حاصلة له مع ترفّعه عن التلبّس بصناعة من الصنائع الحسنة ، وأنفته أن يقع اسم من أسمائها عليه » . قال : وذلك أنا نرى كل ملك وسلطان يؤثر أن يكون له حظ من بلاغة العبارة وجودة الخط ، وفي ذلك ما يدل على أنها أشرف الصنائع رتبة وأعلاها درجة ، وأن المشاركين للسلطان فيها ممن تكتنفه سياسته أفضل من سائر المتّصلين بغيرها من الصنائع الأخر ؛ فقد علم أن الصنائع كلَّها معاون ومرافق ، لا تنتظم عمارة العالم إلا بتضافرها ومرافدة بعضها لبعض .
وإنها على ضريين : خاصية وعامية ، فالعاميّة صنائع المهنة وأهل الأسواق والحرف ، وإن شاركهم الخاصّة في الحاجة إليها ، لأنّ بها تنتظم أمور المعاملات وتعمر البلاد ؛ والخاصية التي تقع في حيّز الملوك والسلاطين ، ويتوزّعها أعوانهم وأتباعهم ، وهذه الصنائع إنما يقع التميير بين أقدارها بالنظر إلى مقدار عائدتها في أمور الملك والسلطان والرعية مما كان معلَّقا بالأمر الأهمّ ، وكانت الحاجة إليه ألزم ، وقدر المنفعة به أجسم ، والفساد العائد بوقع خلل فيه على أسباب المملكة أعظم ؛ ومرتبته في الصنائع الخاصة أشرف وألطف .
وليس من الصنائع صناعة تجمع هذه الفضائل إلا صناعة الكتابة ، وذلك لأن الملك يحتاج في انتظام أمور سلطانه إلى ثلاثة أشياء لا ينتظم ملكه مع وقوع خلل فيها :

67

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست