نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 532
العقل إذا أضيف إليك ، وأبا غبشان [1] محمود منه سداد الفعل إذا نسب إليك ، وطويسا [2] مأثور عنه يمن الطائر إذا قيس عليك ، فوجدك عدم ، والاعتناء بك ندم ، والخيبة منك ظفر ، والجنة معك سقر ، كيف رأيت لؤمك لكرمي كفاء ! وضعتك لشرفي وفاء ! وأنّي جهلت أن الأشياء إنما تنجذب إلى أشكالها ، والطير إنما تقع على آلافها ، وهلَّا علمت أن الشرق والغرب لا يجتمعان ، وشعرت أن ناري المؤمن والكافر لا تتراءيان ، وقلت الخبيث والطيب لا يستويان ، وتمثلت : < شعر > عمرك اللَّه كيف يلتقيان < / شعر > وذكرت أني علق لا يباع ممن زاد ، وطائر لا يصيده من أراد ، وغرض لا يصيبه إلا من أجاد ، فما أحسبك إلا قد كنت تهيأت للتهنية ، وترشحت للترفية ، لو لا أن جرح العجماء جبار [3] للقيت ما لقي من الكواعب يسار [4] ، فما همّ إلا بدون ما هممت به ، ولا تعرّض إلا لأيسر مما تعرضت له ؛ أين ادّعاؤك رواية الأشعار ، وتعاطيك حفظ السّير والأخبار ؛ أما ثاب لك قول الشاعر :
[1] في الأمثال : أحمق من أبي غبشان . وهو رجل من خزاعة اسمه المحترش بن حليل ، كانت اليه سدانة الكعبة ، فخدعه عن مفاتيحها قصي بن كلاب بأن اسكره وابتاعها منه بزق خمر . ( المستقصى 1 / 72 والجمهرة 1 / 383 ) . [2] يضرب به المثل بالشؤم . يقال : أشأم من طويس . وكان اسمه طاؤس فلما تخنث تسمى بطويس ؛ وهو أول من غنّى في الإسلام بالمدينة وكان يقول : ولدتني أمي في الليلة التي مات فيها رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم وفطمتني يوم مات أبو بكر وبلغت الحلم يوم قتل عمر وتزوجت يوم قتل عثمان وولد لي يوم قتل عليّ رضي اللَّه عنه . ( المستقصى 1 / 109 ) . [3] الجبار : الهدر . وفي الحديث : المعدن جبار والبئر جبار والعجماء جبار . ( اللسان 4 / 116 ) . [4] وهو يسار الكواعب : جاهلي ، كان دميم الصورة تضحك النساء من رؤيته فيحسبهن يعجبن به . رأته زوجة مولاه فضحكت فطمع بها ودخل عليها خباءهاء فأتته بطيب ومعها موسى فأشمته الطيب وأنحت بالموسى على أنفه فقطعته . ويقال في الأمثال : أشأم من عطر منشم ، ومنشم هي المرأة التي قطعت أنف يسار الكواعب . ( الأعلام 7 / 297 ) .
532
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 532