نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 531
وهممت ولم أفعل ، وكدت وليتني ، ولو لا أن للجوار ذمّة ، وللضّيافة حرمة ، لكان الجواب في قذال الدّمستق [1] ، والنعل حاضرة إن عادت العقرب ، والعقوبة ممكنة إن أصرّ المذنب ؛ وهبها لم تلاحظك بعين كليلة عن عيوبك ملؤها حبيبها وحسن فيها من تودّ ، وكانت إنما حلَّتك بحلاك ، ووسمتك بسيماك ، ولم تعرك شهادة ، ولا تكلَّفت لك زيادة ، بل صدقت سنّ بكرها فيما ذكرته عنك ، ووضعت الهناء مواضع النّقب فيما نسبته إليك ، ولم تكن كاذبة فيما أثنت به عليك ، فالمعيديّ تسمع به خير من أن تراه [2] ، هجين القذال [3] ، أرعن السّبال [4] ، طويل العنق والعلاوة ، مفرط الحمق والغباوة ، جافي الطبع ، سيّء الإجابة والسمع ، بغيض الهيئة ، سخيف الذّهاب والجيئة ، ظاهر الوسواس ، منتن الأنفاس ، كثير المعايب ، مشهور المثالب ، كلامك تمتمة ، وحديثك غمغمة ، وبيانك فهفهة [5] ، وضحكك قهقهة ، ومشيك هرولة ، وغناك مسألة ، ودينك زندقة ، وعلمك مخرقة : < شعر > مساو لو قسمن على الغواني لما أمهرن إلَّا بالطَّلاق < / شعر > حتّى إن باقلا موصوف بالبلاغة إذا قرن بك ، وهبنّقة [6] مستحقّ لاسم
[1] كناية عن كعب الحذاء . [2] أصل المثل أن رجلا من تميم كان يغير على ثغور النعمان بن المنذر حتى إذا عيل صبر النعمان كتب إليه أن ادخل في طاعتي ولك مائة من الإبل ، فقبلها وأتاه ، فلما نظر إليه ازدراه وكان دميما ؛ فقال : تسمع بالمعيدي لا أن تراه . ( جمهرة الأمثال 1 / 266 وامثال العرب ص 55 ) . [3] الهجين هنا بمعنى القبيح والمعيب وغير الأصيل . ( اللسان 13 / 432 ) . [4] السّبلة وتجمع على سبال هي اللحية . وأرعن السّبال أي كثيف شعر اللحية مضطربه . ( اللسان : انظر مادتي : ر ع ن وس ب ل ) ( 13 / 182 و 11 / 322 ) . [5] الفهفهة : العيّ . ( اللسان 13 / 525 ) . [6] يقال في المثل : أحمق من هبنّقة . وهبنقة رجل تطوّق بودعات وعظام وقال : لأعرف نفسي ولا أضل . فرأى طوقه في عنق أخيه فقال : يا أخي ، أنت أنا ، فمن أنا ؟ ( المستقصى 1 / 85 والجمهرة 1 / 385 ) .
531
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 531