نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 527
صباح ؟ ولعمري ! لئن كان كرم العهد كتابا يرد وجوابا يصدر إنه لقريب المنال ، وإني على توبيخه لي لفقير إلى لقائه ، شفيق على بقائه ، منتسب إلى ولائه ، شاكر لآلائه » . والغاية القصوى في ذلك ما كتب به ذو الوزارتين « أبو الوليد بن زيدون » رحمه اللَّه على لسان محبوبته ولَّادة بنت محمد بن عبد الرحمن الناصر إلى إنسان استمالها عنه إلى نفسه وهي : أما بعد أيها المصاب بعقله ، المورّط بجهله ، البيّن سقطه ، الفاحش غلطه ، العاثر في ذيل اغتراره ، الأعمى عن شمس نهاره ، الساقط سقوط الذّباب على الشراب ، المتهافت تهافت الفراش في الشّهاب ، فإن العجب أكذب ، ومعرفة المرء نفسه أصوب ؛ وإنك راسلتني مستهديا من صلتي ما صفرت منه أيدي أمثالك ، متصدّيا من خلَّتي لما قدعت فيه أنوف أشكالك ، مرسلا خليلتك مرتادة ، مستعملا عشيقتك قوّادة ، كاذبا نفسك في أنك ستنزل عنها إليّ ، وتخلف بعدها عليّ : < شعر > ولست بأوّل ذي همّة دعته لما ليس بالنائل ! < / شعر > ولا شكّ أنها قلتك إذ لم تضنّ بك . وملَّتك إذ لم تغر عليك ، فإنها أعذرت في السّفارة لك ، وما قصّرت في النيابة عنك ، زاعمة أن المروءة لفظ أنت معناه ، والإنسانية اسم أنت جسمه وهيولاه ، قاطعة أنك انفردت بالجمال ، واستأثرت بالكمال واستعليت في مراتب الخلال ، حتّى خيّلت أنّ يوسف عليه السّلام حاسنك فغضضت منه ، وأن امرأة العزيز رأتك فسلت عنه وأن قارون أصاب بعض ما كنزت ، والنّطف [1] عثر على فضل ما
[1] النّطف بالنون المشددة المفتوحة والطاء المكسورة . وهو رجل من بني يربوع ، كان فقيرا يحمل الماء على ظهره فينطف أي يقطر ، وكان أغار على مال بعث به باذان إلى كسرى من اليمن . وضربت به العرب المثل فقالت : لو كان عنده كنز النّطف ما عدا . ( انظر اللسان 9 / 336 ) .
527
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 527