نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 449
فندركه - فقال أبرويز : إنه من أخوالك لا تألوه نصحا - فقال إياس : رأي الملك أفضل ؛ فبعث أبرويز الهزبران [1] في ألفين من الأعاجم ، وبعث ألفا من بهراء ، فلما بلغ بكر بن وائل خبرهم أتوا مكانا من بطن ذي قار ، فنزلوه ووصلت إليهم الأعاجم ، واقتتلوا ساعة فانهزمت الأعاجم هزيمة قبيحة ؛ فيروى أن النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، خبر بذلك أصحابه ، فقال « اليوم أوّل يوم انتصف فيه العرب من العجم وبي نصروا » . ولأبي عبيدة مصنّف مفرد في أيام العرب [2] ، وقد أورد منها ابن عبد ربه في كتاب « العقد » جملة مستكثرة ، وفي آخر كتاب الأمثال للميداني نبذة محرّرة من ذلك ، وليس بنا حاجة إلى استيعابها هنا . وأما الحروب الواقعة في صدر الإسلام ، فمنها وقعة الجمل ، وكانت بين عليّ كرم اللَّه وجهه ، ومعه أهل الكوفة ، وبين عائشة أمّ المؤمنين رضي اللَّه عنها ، وكانت راكبة يومئذ على جمل اسمه عسكر وبه عرفت الوقعة ، وقتل بين الفريقين خلق كثير ، وكانت النّصرة فيه لعليّ ومن معه . ومنها وقعة صفّين ، وكانت بين عليّ كرم اللَّه وجهه ومعه أهل العراق ، وبين معاوية بن أبي سفيان ، ومعه أهل الشام ، وكان ابتداؤها في سنة ست وثلاثين ، وكان مدّة مقامهم بصفّين مائة وعشرة أيام أوقعوا فيها وقعات كثيرة ؛ قيل تسعين وقعة ؛ وكانت عدّة القتلى بينهم فيما يقال من أهل الشام خمسة وأربعين ألفا ، ومن أهل العراق ستة وعشرين ألفا ، منهم ستة وعشرون من أهل بدر ؛ وكان عمّار بن ياسر مع عليّ رضي اللَّه عنه ، وقاتل حتّى قتل ، وقد ثبت في الصحيح أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، قال : « يقتل عمّارا الفئة الباغية » ومضت
[1] في العقد الفريد ومعجم البلدان : الهامرز ؛ وفسّره بالمرزبان . ( معجم البلدان 4 / 294 ) . [2] هو معمّر بن المثنى التميمي بالولاء . توفي سنة 209 ه . واسم مؤلفه : أيام العرب ( الأعلام 7 / 272 ) .
449
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 449