responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 337


« المثل السائر » : وسببه أن المعنى ينحصر في مقصد من المقاصد حتى لا يكاد يأتي إلا فذا . فمن ذلك قول أبي تمام الطائي من قصيدة :
< شعر > تردّى ثياب الموت حمرا فما أتى بها اللَّيل إلَّا وهي من سندس خضر < / شعر > فإن أبا تمام قصد المؤاخاة في ذكر لوني الثياب بين الأحمر والأخضر ، وجاء ذلك واقعا على المعنى الذي أراده : من لون ثياب القتلى وثياب الجنّة ، فإن ثياب القتلى حمر وثياب الجنة خضر .
قال ابن الأثير : فإذا فكّ نظم هذا البيت وأريد صوغه بغير لفظه لم يمكن ؛ فيجب على الناثر أن يحسن الصنعة في فكّ نظامه ؛ لأنه يتصدّى لنثره بألفاظه ، فإن كان عنده قوة تصرّف ، وبسطة عبارة ، فإنه يأتي به حسنا رائقا .
وقد نثر هذا البيت فقال : لم تكسه المنايا نسج شفارها ، حتّى كسته الجنة نسج شعارها : فبدّل أحمر ثوبه بأخضره ، وكأس حمامه بكأس كوثره . قال :
وهذا من الحسن على غاية يكون كمد حسودها ، من جملة شهودها . ومن ذلك قول أبي الطيب :
< شعر > وكان بها مثل الجنون فأصبحت ومن جثث القتلى عليها تمائم < / شعر > فإن أبا الطيب بنى بيته على واقعة مخصوصة . وذلك أن حصنا من حصون سيف الدولة قصده الروم ، وانتزعوه ، وخرّبوه ؛ فنهد سيف الدولة إليه واسترجعه ، وجدّد بناءه ، وهزم الروم ، ونصب جملة من جثث القتلى على السور ، فنظم أبو الطيب في هذا قصيدا أوله :
< شعر > على قدر أهل العزم تأتي العزائم < / شعر > ولما انتهى إلى ذكر الحصن ، جاء بهذا البيت في جملة أبيات ، فشرح صورة الحال ، في ارتجاع الحصن بالقتال وتعليق القتلى عليه ، وأبرز ذلك في معنى التمثيل بالجنون والتمائم . وهذا لا يمكن تبديل لفظه ؛ فيجب على الناثر حسن الصنعة في حله ونثره . وقد نثره ابن الأثير أيضا فقال : سرى إلى حصن

337

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 337
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست