responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 316


ومستوفيا ما أفاءه عليه متجره الرابح ، وآثاره البادية لإنفاقه في أيام نظري [1] التي استشعرت نورا من سنائه ، وآنست جمالا من بهائه ، وثابت مصالحها ، ببركته ، وتوافت خيراتها بيمنه ؛ واعتقدت أن السعادات طالعة عليّ بمطلعه ، وأسبابها ناجمة إليّ بمنجمه ؛ فلو استطعت أن أكون مكان كتابي هذا مشافها بالتهنئة لسيدي الأمير عضد الدولة أطال اللَّه بقاءه ومقبّلا لبساطه ، لكنت أولى عبيده بالمسارعة إلى بابه ، وأحقّهم بالمبادرة إلى فنائه : لأنني معوّق عن تلك الخدمة بخدمة أنافيها من قبله ، ومقيم بهذه الحضرة ، إقامة المتصرفين تحت أمره ، وقد وفّيت نعمة اللَّه تعالى ، الواهب منه أيده اللَّه تعالى ما يقرّ عين الوليّ ، ويقذي عين العدوّ ويطرفها ، حقّها من الشكر الممتري [2] للمقام والمزيد ، بدوام العز والتأييد ، وأسأل اللَّه تعالى أن يجعل ذلك مقبولا عنه ، ونافعا له ، وعائدا عليه وعلينا بطول العمر وبباهي النّشوّ والنماء ، وأن يعرّف سيدي الأمير عضد الدولة أيده اللَّه بركة مولده ، ويمن مورده ، ويبقيه حتّى يراه ، والأمراء السابقين أيدهم اللَّه تعالى آباء أمثالهم ، وأشياخ ذرّيتهم ، مبلَّغا في كل منهم أفضل ما رشّحته له أمانيه ، وأعلى ما انبسطت آماله فيه ، بقدرته . وأنا أتوقع الكتاب بما يقرّر عليه اسم الأمير السيد وكنيته ، أعلاها اللَّه تعالى لأستأنف إقامة الرسم في مكاتبته ، وتأدية الفرض في خدمته ؛ وسيدي عضد الدولة ، أطال اللَّه بقاءه ، أعلى عينا فيما يراه بمطالعتي بذلك وبكل ما يوليه اللَّه من مستأنف نعمه ، ويجدّده له في حادث مواهبه له ، لآخذ بحظَّي منهما ، فأضرب بسهمي فيهما ، وتصريفي بين أمره ونهيه ، وتشريفي بعوارض خدمته ، ان شاء اللَّه تعالى .



[1] كذا في الأصل . وفي مقاييس اللغة : « النون والظاء والراء أصل صحيح ترجع فروعه إلى معنى واحد وهو تأمل الشيء ومعاينته ؛ ثم يستعار ويتوسع فيه » 5 / 444 والمعنى المراد يمكن أن يكون : أيام منتظرة أو مرتقبة أو قادمة .
[2] أي الممدود . وتأتي أيضا بمعنى المنقطع ؛ وهي من الكلمات الأضداد . ( اللسان 5 / 158 ) .

316

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست