نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 311
قال الربيع : فأقبل عليّ بعض من حضر ، وقال واللَّه ما رأيت مثل هذا تخلَّصا أرضى أمير المؤمنين ، ومدح الغلام ، وسلم من المهديّ . فالتفت إليّ المنصور ، وقال : يا ربيع لا ينصرف التميمي إلا بثلاثين ألف درهم . ومن ذلك ما حكي أنّ رجلا دخل على المهدي وليّ عهد المنصور ، فقال يا أمير المؤمنين إن أمير المؤمنين المنصور شتمني وقذف أمي ، فإما أمرتني أن أحلَّله ، وإما عوّضتني فاستغفرت له - قال ولم شتمك ؟ - قال شتمت عدوّه بحضرته ، فغضب - فقال : ومن عدوّه الذي غضب لشتمه - قال ابراهيم بن عبد اللَّه بن حسن [1] - قال إن إبراهيم أمسّ به رحما ، وأوجب عليه حقا ، فإن كان شتمك كما زعمت فعن رحمه ذبّ ، وعن عرضه دفع ، وما أساء من انتصر لابن عمه - قال فإنه كان عدوّه - قال فلم ينتصر للعداوة ، إنما انتصر للرحم ، فأسكت الرجل ، فلما ذهب ليوليّ قال : لعلك أردت أمرا فلم تجد له ذريعة عندك أبلغ من هذه الدعوى ؟ - قال نعم ؛ فتبسم وأمر له بخمسة آلاف درهم . ومن ذلك ما حكي : أن المنصور قال لبعض قوّاده : صدق الذي قال « أجع كلبك يتبعك » فقال له أبو العباس الطوسي : أما تخشى يا أمير المؤمنين أن يلوّح له غيرك رغيفا فيتبعه ويدعك [2] . ومن ذلك ما يحكى : أنه وفد أهل الحجاز من قريش على هشام بن عبد الملك بن مروان ، وفيهم محمد بن أبي الجهم بن حذيفة العدويّ ، وكان أعظمهم قدرا ، وأكبرهم سنا ؛ فقال - أصلح اللَّه أمير المؤمنين ، إنّ خطباء قريش قد قالت فيك ، وأقلَّت وأكثرت وأطنبت ، وما بلغ قائلهم قدرك ، ولا
[1] كان هذا قد خرج بالبصرة على المنصور واستولى عليها ثم هاجم الكوفة إلى أن قتله حميد بن قحطبة . ( الأعلام 1 / 48 ) . [2] في المستقصى : إنما جرى ذلك للمنصور مع أبي بكر بن عباس ، والجواب له . وفي جمهرة الأمثال أن المنصور قال ذلك لبعض قواده عندما حبس أرزاق الجند ( المستقصى 1 / 50 والجمهرة 1 / 111 ) .
311
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 311